كان سمير يعمل في أحد الجهات السيادية وكانت هذه الجهة تسلمه ضمن عهدته سيارة رباعية الدفع باهظة الثمن لكي تعطيه الحرية في الحركة والسرعة في المطاردة وفي نفس الوقت تعطيه الوجاهة الاجتماعية التي تعينه علي ارتياد الأماكن التي يرتادها كبار القوم وبذلك يسهل عليه التواجد بينهم ومتابعتهم والتلاحم معهم في تجمعاتهم وكان سمير يؤدي واجبه علي أكمل وجه ورغم صغر سنه نسبيا بالنسبة لزملائه إلا أنه كانت له كلمه مسموعة داخل دولاب العمل وكان رؤساءه يحذرونه دائما من قسوته في العمل وقدرته العجيبة علي العمل دون أخذ إجازات وتلاحم نهاره بليله لعدة أيام في العمل مما تسبب في مشاكل له مع زوجته وأبنه خالد الذي يبلغ من العمر 9 سنوات وأبنته سهام التي تبلغ من العمر 7 سنوات وبعد إلحاح من قادته حصل سمير علي إجازة للسفر إلي شرم الشيخ لمدة 5 أيام وكم كانت سعادة زوجته وأولاده بهذه الرحلة وكم كانت تعاسته بسبب انقطاعه عن العمل طوال هذه المدة الطويلة من وجهة نظره وجهز سمير وعائلته شنطة السفر وأصطحب سمير أسرته في السيارة وانطلق مساء الخميس في طريقه إلي شرم الشيخ وطوال الطريق لم تنقطع الضحكات والتعليقات بين سمير وعائلته حتي قذفت سهام بطوق السباحة لوالدها رغبة منها للهو معه وكان ذلك عند منحني خطر مما جعل الوالد يتفاجأ فتتأرجح عجلة القيادة من يده وتنقلب السيارة بعد أن تعبر نهر الطريق وتستقر علي ظهرها مما أدي لمقتل الزوجة والطفلين وأصيب سمير بكسور في القدم وبعض الكدمات بالوجه والجسد وفور خروجه من السيارة أخرج الجميع وهم جثث ومكث بجوارهم غير مصدق لما يحدث حتي تمكن المارة من إبلاغ الشرطة والإسعاف وعلي الفور تم نقلهم جوا إلي مستشفى عسكري وتم التصريح بدفن الزوجة والطفلين وحجز سمير وتجبير قدمه وعلاجه نفسيا لمدة شهرين زاره خلال تلك المدة معظم قادته وأصدقاءه وكانت تكسوا وجهه الصدمة وعدم اكتراثه بما يدور حوله مما جعل قادته يصرّون علي عدم عودته للعمل إلا بتقرير من طبيبه النفسي المعالج ؛ وفور شفاء سمير حاول مرارا أن يعود لعمله ولكن طبيبه يرفض لإحساس الطبيب بأن سمير يحمل قادته السبب المباشر في قتل أسرته وظل سمير لمدة 6 أشهر وهو يحاول إقناع طبيبه بعودته للعمل حتي وافق علي أن يعود للعمل بالتدريج وفور عودته للعمل لا حظ قادته زيادة في العنف والشراسة في تعامله مع القضايا المكلف بها مما جعلهم يحذرونه أكثر من مرة بنقله إلي عمل بعيدا عن التعامل المباشر مع المجتمع وهنا ثار سمير وتعالت الصيحات التحذيرية لقادته من خطورة هذا الفعل عليه وعلي المجتمع وأخبرهم أن في نقله من عمله الحكم عليه بالموت وهنا حفظ له قادته سجله العظيم من العمل الدؤوب في خدمة الجهاز ولم يتم نقله فكانت المفاجئة لهم حيث بدت علي سمير علامات الورع والتقوي وأصبح يصلي في جماعة ولا تفوته صلاه ولا يصل ليله بنهاره في العمل بل أصبح يسافر كثيرا لقضاء العمرة مما جعل قادته يحيلانه إلي عمل إداري مما جعله يسارع بتقديم إسقالته ويسافر إلي دولة خليجية للعمل في جهازها الأمني ويتعرض هناك لحادث قد يكون مدبّر مات علي إثره وقد تبرع قبل وفاته بجميع مدخراته لدور الأيتام والطلبة المسلمين المغتربين ولقي ربه وهو تائب وأصبح حديث جهازه الأمني الذي يجهل الكثير من أفراده أن هناك يوم سوف يعرضون فيه علي الله عز وجل وسوف يحاسبهم عن ما جنت أيديهم ويومها تشهد عليهم أيديهم وأرجلهم بما كانوا يفعلون؛
(( وقالوا لجلودهم لما شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )) صدق الله.