منذ أن تطأ قدمك أرض مصر تصطدم بمن يبسط لك يده بل يديه ليقدم لك خدمة
تطوعا من عنده ويطالبك بثمن هذه الخدمة وكل الويل لك إن كانت لك خدمة هي في الأصل من
حقك فلن تنالها قبل أن تقدم الرشوة أو المعلوم أو السبوبة أو الإكرامية وتشعر بأن من
يطالبك بالرشوة مسنود من كبار المسئولين التابع لهم وتشعر أن المعلوم شيء مفروغ منه
وحق مكتسب لا يقع فاعله تحت طائلة القانون.
وإذا قدر لك الخير وخرجت من باب المطار فسوف تجد سائق التاكسي الخاص بالمطار
يقف أمامك بل يسارع بحمل الحقائب ووضعها داخل سيارته وتستغرب من الصراع بين سائقي السيارات
بموقف المطار من أجل الراكب القادم من الدول الخليجية أو القادم من دولة ثرية ولك كل
الويل إذا حاولت التفاهم مع السائق على الأجرة فما هو متبع أن تركب السيارة وتتحدث
في كل شيء عدا الأجرة فالسائق بعد أن يصل بك إلى مبتغاك يطالبك بالثمن الذى يحلوا له
وعليك السمع والطاعة وإلا ...!
ثم بعد ذلك إن قدَر لك العيش تذهب الى فندق فتجد بمجرد أن تقف السيارة
أمام الفندق جيش من المتسولين الطامعين في كرمك وأن تعطيهم مما أعطاك الله عز وجل وإذا
نهرت أحدا منهم تجد جميع من بالفندق والشارع يستغرب فعلتك وعليك على الفور وضع يدك
في حافظة نقودك واستخراج عدَة دولارات لتقدمها إلى هؤلاء المتسولين !
ثم عليك إذا رغبت في غرفة تطل على النيل أن تقدم لموظف الاستقبال رشوة
أو إكرامية ليرشح لك غرفة قيمة وصالحة للإقامة ثم إذا رغبت في بعض الكماليات في الغرفة
فعلك أن تدفع الإكرامية وإذا رغبت من عاملة النظافة تنظيف الغرفة فعليك أن تقدم المعلوم
وإذا قدَر لك الجلوس في كافتيريا الفندق فعليك أن تحمل في حافظة نقودك الكثير من النقود
لتقدمها إلى كل من يلقى عليك السلام وإلا ...؟!
وبعد أن تقضى يوما في الفندق وتشعر بأنك تريد العودة من حيث أتيت فهنالك
عليك أن تقدم الإكراميات لكل من في الدور الذى به غرفتك وتعطى بعض الرشوة إلى عمال
المصاعد وعمال النظافة وعمال الغرف وعمال الاستقبال ثم عليك أن تعطى المعلوم للعامل
الذى سوف يأتي لك بسيارة ثم تعطى المعلوم لمن يحمل حقائبك على السيارة ثم عليك أن تسترضى
السائق ليقبل أن يقلك إلى مبتغاك بعد الاتفاق معك على مبلغ معقول فأنت لست أجنبي أنت
مصري !
إذا ما الحل؟ أولا على الجميع أن يعلم بأن الرشوة حرام ويقع فاعلها تحت
طائلة القانون ثم على الدولة والمجتمع أن تدرس رفع المرتبات والأجور بالقطاع العام
والخاص وأن يكون الحد الأدنى للأجور يعادل
300 دولار أمريكي وإلى أن يتم ذلك على المسلمين أن يعلموا أن الرشوة بكل مسمياتها
حرام ،
(فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ
بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا
تَسْلِيمًا)صدق الله،
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم