" وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا " صدق الله
ليس غريبا أن يتحول غني إلي فقير ولا أن يتحول ضعيف إلي قوي ولا أن يتحول جبار إلي تقي ولا أن يتغير إنسان بين ليلة وضحها من ذكر إلي أنثي فالعلم الحديث تدخل حتي في علم الأجنة ولكن ما حدث في مباراة لكرة القدم بين بعض البشر المسلمين العاقلين الراشدين من بني أدم ويٌقتل فيها أكثر من 77 شاب مسلم ويصاب أكثر من 555 بإصابات متنوعة بين طلق ناري وكسر بالجمجمة وتهتك بالبنكرياس وتهتك بالرئة وكسور متعددة في معظم أنحاء الجسم وطعن بآلات حادة وتردي من ارتفاعات شاهقة، كل ذلك حدث في مباراة كرة قدم بين النادي المصري والنادي الأهلي والفريقان من دولة واحدة وتظلهم سماء واحدة ويشربوا من نيل واحد ويشتركوا في الآلام والأفراح وتحدّهم أخطار عديدة يفترض أن توحدهم ولا تفرقهم
ولكن للأسف حولهم التنافس الأحمق إلي أعداء يقتل بعضهم بعضا نعم ومن خلق السماء وخلق الإنسان وكرمه علي سائر خلقه ، حدث ذلك في إستاد مدينة بورسعيد وشاهده العالم أجمع وسوف يترتب علي ذلك الحدث الجلل تشويه لسمعة المسلمين والمصريين بالأخص، وقدّ يترتب علي ذلك أيضا إدراك العالم أن مصر غير آمنة لاستثماراتهم الاقتصادية وربما يؤثر ذلك علي السياحة بجميع أنواعها ؛
ولكن الأكيد أن ما حدث يؤكد بما لا يدع مجال للشك أن الأخلاق اندحرت وأن الثقافة الغربية بدأت تؤتي أُكلها فأفلام العنف والإثارة والمخدرات ومسلسلات نكاح المحارم وتبوء العلمانيون والليبراليون للإعلام الحكومي والقنوات الخاصة والأغاني الفاجرة وفساد رجال الحكم وإقصاء الدين عن الدولة والحياة كل ذلك مجتمعا حول بعض شباب الأمة وأملها في مستقبل زاهر إلي شباب فارغ أحمق لم يجد قدوة صالحة تأخذ بيده ولم يجد علماء دين يحصنونه ضدّ فتن الدهر بل وجد السعار من أجل نفاق أهل الحكم والتكالب علي المال من حلّه وحرامه فكانت النتائج كما وجدناها قتل من أجل مباراة كرة قدم !!
أفيقوا ياعلماء ويامشايخ الأمة فقد لا يغفر لكم الله عز وجل ولا يتساهل معكم التاريخ إن تخليكم عن هذا الشباب الذي ربما إن وجد التوجيه الصحيح والقدوة الحسنة لأصبح معول نهضة وبناء بدلا من أن يصبح معول هدم؛
يا شباب مصر ويا شباب المسلمين إن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال " مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ مَالِهِ وَدَمِهِ وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلَّا خَيْرًا" صدق رسول الله.
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم