إن من الغبن والظلم البين أن نحمل الفقراء والمعدمين ما لا يتحملوا فالغلاء يجعل الحليم حيران واللبيب يكاد يفقد عقله والطبقات المتوسطة من الشعب تتقشف من قلة الموارد فما بالنا بالمعدمين من الباعة الجائلين الذين لا يجدوا قوت يومهم وتطبق عليهم الدنيا بمخالبها فلا تترك لهم شعاع نور يبصرهم إلي طريق لقمة العيش الحلال ورغم ذلك تقبل هؤلاء الباعة الصراع من الكلاب الضالة والقطط وأطفال الشوارع لاقتسام اللقيمات التي يرزقهم بها الله عز وجل من سعيهم طوال الليل والنهار نتيجة بيع الذرة المشوية أو بيع المناديل أو بيع النعناع أو بيع حمص الشام أو ما شابه ذلك من السلع الرخيصة الثمن الخفيفة الحمل التي تدرّ عليهم بعض القروش التي لا تغني ولا تشبع من جوع
ورغم تحمّل هؤلاء الغلابة لقسوة الطقس مع قسوة الحياة لم يرحمهم بعض رجال الأمن فهم يريدوا أن يشاركوهم في رزقهم أو يمنعوهم من التجول ويصادروا ما معهم من بضاعة مما يحول هؤلاء الفقراء إلي لصوص أو قاطعي طريق؛
والجديد بعد الانتفاضة الشعبية في 25 يناير 2011 هو تخفي بعض رجال الأمن بين هؤلاء الباعة الجائلين وافتعال المشاكل مع المعتصمين في ميدان التحرير وتعكير صفو العلاقة بين هؤلاء الباعة الغلابة وبين شباب التحرير فتحدث معارك واشتباكات يكون هؤلاء الباعة الضلع الضعيف بين المعتصمين ورجال الأمن فيخسروا الجلد والسقط ويتحول هؤلاء الفقراء إلي جبهة أعداء الوطن فيسهل تسخيرهم لتدمير المنشآت والممتلكات الخاصة في مقابل بعض الجنيهات ؛
وهنا نذكر أن بعض رجال الأعمال الكبار كانت بدايتهم فاترينة ملابس علي الرصيف أو أحذية أو مأكولات بل إن البعض من المغنيين والمطربين والممثلين كانوا أصحاب مهن يخجل بعضهم أن يذكرها رغم أن بعضها لا يُخجل صاحبه فليس عيبا أن يكون المواطن عجلاتي أو أن يكون مكوجي أو مطرب موالد أو مشخصاتي أو ماسح أحذية فقد كان وزير الرياضة بالبرازيل ماسح أحذية يدعي بيليه وكان لاعب كرة قدم شهير يلقب داخل الملاعب بالجوهرة السوداء؛
إذا علي رجال شرطة المرافق الرفق بهؤلاء الضعفاء ولا يكونوا عونا للذل والجوع والفقر عليهم ويكفيهم حربهم الشرسة الضروس من أجل لقمة العيش؛
Posted in:
أراء وتحليلات سياسية (بقلم أبو عمر)
إرسال بالبريد الإلكتروني
كتابة مدونة حول هذه المشاركة
المشاركة في Facebook
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم