((إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)) صدق الله.
عمر من مواليد 14 / 6 / 1432 هجري الموافق 17 / 5 / 2011 ولد عمر وأحداث الانتفاضة في أوجها وتعمّ البلاد حالة من التسيب والانفلات الأمني وكم كانت حيرتي وأنا أستقبله علي يدي فأذّنت في أذنه اليمني وأقمت الصلاة في أذنه اليسرى ودعوت الله عز وجل أن تكون مسيرة حياته خيرا من يوم ميلاده ؛
وفور انتهائي من مراسم مولده أخذتني غفوه سمعت همس لعمر في أذني قائلا يا أبي لقد ولدت في الزمن الخطأ فكم كنت أأمل أن أحضر للحياة وقدّ ساد الصدق والأمانة والوفاء ولم تغلب المادة علي نفوس وقلوب العباد وقدّ أصابني الضجر مما سمعت وأنا في رحم أمي من عدم وجود برلمان وعدم وجود مجلس للشوري وتواجد صدام محموم بين بعض فصائل الشعب والمجلس العسكري ، وسوء حالة الاقتصاد ، والبطالة والعنوسة ،وارتفاع الأسعار ،وتدهور الأجور ،والاعتصامات الفئوية ،والمظاهرات المدفوعة الثمن ،وجمعيات المجتمع المدني العميلة للخارج ،وزيادة الدين العام ،ونقص المخزون الاستراتيجي من العملات الأجنبية ،وعدم وجود اكتفاء ذاتي من القمح والمحاصيل الاستراتيجية ،وعدم وجود قدوة للشباب فقد تبوء الليبراليين والعلمانيين المناصب الهامة بالبلاد فحاربوا الله عز وجل ورسوله (ص) وسعوا في الأرض فسادا، وتفشي الكذب ،وسوء حالة الإعلام ،أضف لذلك حالة الفوضى التي تعمّ البلاد ،وتفشي الجهل والفقر والمرض وغير ذلك الكثير مما جعلني تمنيت لو لم أولد في هذا الوقت ولم أعاصر هؤلاء الكذابين والأفاقين ولم أعايش الخوف والفوضى التي لازمتني منذ وطئت قدمي أرض هذا الكوكب؛
فما كان منّي سوي أن قلت له معظم ما جاء في حديثك حق ويدل علي نبوغ وحصافة واستيعاب للأحداث التي يمر بها الوطن ولكن دائما يعقب الولادة بعض الألم والوهن والضعف وتدريجيا تعود القوة للجسد ويستردّ وظائفه تباعا وقد شاهدت بنفسك ولادة البرلمان الإسلامي الذي شهد بنزاهة انتخاباته العالم؛ وما هي سوي بضعة أيام وسوف يقف البرلمان علي قدميه ويعيد الحياة للوطن وتدور عجلة الإنتاج ،فياولدي غدا تنتهي انتخابات مجلس الشوري ويصبح للبلاد كفتي ميزان ويسود العدل والقانون وبعد بضعة أيام سوف يتم الترشيح لانتخابات الرئاسة وحين يصبح للدولة رئيس ومجلسي شعب وشوري فهنالك تنهض البلاد وتدور قاطرة الإنتاج ويتزايد الاستثمار فيتم القضاء علي البطالة وتنتعش خزانة الدولة فترتفع الأجور وتزيد الرقعة الزراعية ويقطع دابر الفساد؛
يابني إنني أبصر في الأفق انبعاث لشمس الأمل وتدفق لمداد النعم وأري بشائر الرخاء في ركاب المدّ الإسلامي وأدعوا الله عز وجل أن تكون أيامكم خيرا من أعوام عمر بن عبد العزيز وأن يصبّ عليكم الله عز وجل الخير صبا ويحرسكم من الفتن ويجنبكم الفواحش ويستخدمكم لرعاية عباده؛
اطمئن يا بني وكنّ قانعا بما قدره الله لك وإنك لن تجد طعم الإيمان حتى تؤمن بالقدر , وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك , وما أخطأك لم يكن ليصيبك , جفت الأقلام وطويت الصحف
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم