مخطئ من يتصور أن البرلمان القادم سوف يكون مصباح علاء الدين نطالبه فيلبى طلباتنا بل على العكس سوف يولد هذا البرلمان في ظروف شديدة القسوة وبولادة متعسرة والمولود يتنازعه عدَة أباء وأمه مريضة فكيف ينطلق هذا الوليد ويلبى طموحات الشعب والشعب متشرذم هذا جماعة إسلامية وهذا حرية وعدالة وهذا سلفي وذاك ليبرالي وذلك علماني وذاك ماسوني وذلك بهائي وغير ذلك من الفرق التي تنتشر انتشار النار في الهشيم ؛
إذا يجب أن يكون هناك قواعد ثابتة يتفق عليها الجميع الا وهى عدم تعريض الوطن للخطر وعدم الزج بالشعب في أتون معارك تعرقل عملية البناء والنهضة التعليمية والتكنولوجية والصناعية والزراعية وعدم الاحتكام للسلاح ونحتكم دائما للكتاب والسنة وإجماع الجمهور؛
ويجب أن يكون البرلمان هو الملعب فلنختلف داخل البرلمان ونتجادل ونناقش ونعارض ونتفق وتتعالى الأصوات وعندما ينتهى التصويت نكون جميعا على قلب رجل واحد لصالح الوطن؛
وهنا لنا سؤال ماذا سيكون موقف الإخوان وقد تحالفوا قبل الانتخابات مع بعض الأحزاب الدينية والليبرالية فهل سيدخلون في تحالف جديد مع السلفيين للحفاظ على الأغلبية أم سيجعلون السلفيين في صفوف المعارضة وبذلك ينقسم الشعب بينهم وتكون الطامة الكبرى؛
ثم ماذا سيكون مصير الأحزاب التي تلعب على الأجندات الخارجية هل سيحتويها الحزب الحاكم أم سيدخل معها في صدام وما مصير الأحزاب الغير إسلامية من لجان مجلس الشعب هل ستمثل هذه الأحزاب في هذه اللجان؟
وما مصير المعينين هل سيكون لهم حق التصويت أم سيكون لهم حق المناقشة والتحاور ولا يشتركون في التصويت؟
وما موقف مجلس الشورى من إعداد الدستور هل سيمثل مجلس الشورى في لجنة إعداد الدستور أم سيعرض عليه الدستور بعد الانتهاء من صياغته؟
وما مصير المعونة الأمريكية هل سنقبلها بشروطها أم سنقبلها بشروطنا أم سنرفضها ؟ ثم كيف سيكون تعامل جماعة الإخوان مع زبانية النظام السابق هل سنشهد عمليات انتقامية واعتقالات لرموز النظام السابق أم سيحتكم الجميع للقضاء ؟
وكيف سيكون تعامل الشرطة وقادتها مع قادة الإخوان ؟ وكيف سيكون تعامل الأمن الوطني مع ملفات الإخوان؟
وهل سيخضع وزير الداخلية لحكومة على رأسها رجال من الإخوان؟
إن هذا المشهد ينتظره الملايين ليشاهدوا كيف يكون أعداء الأمس رفاق اليوم !!
وهكذا تثبت الأيام أن "الدنيا سيرك كبير "
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم