30‏/12‏/2011

سهام الأصدقاء وأحضان الجوارح

هذا ما جناه أبى علىَ وما جنيت على أحد هكذا يقول حال لمياء تلك الفتاة التي لم تتعلم في بيت والديها الحلال والحرام ولم تسجد لله عز وجل سجدة حتى بلغت 26 عام ، ولم تتصور لمياء أن تنتهى بها الحياة في سجن النساء لتقضى فيه ما تبقى لها من عمر ودار شريط حياتها أمامها فور أن أعلن القاضي الحكم عليها بالأشغال المؤبدة؛
حيث تذكرت والديها وحياة الرغد التي كانت تحياها وهم يحاولان أن يقتلعن لها القمر من السماء ليقدماه لها كي تشعر بأنهم على استعداد للتضحية من أجلها بكل نفيس وغالى  حتى انهم في يوم نجاحها في الثانوية العامة قدَم لها والدها سيارة من أفخر السيارات وقدمت لها أمها مبلغ كبير من المال وضعته لها في حسابها بالبنك؛
وتتذكر لمياء أول يوم ذهبت فيه مع صديقتها الوحيدة نهى إلى الجامعة وكم كانت سعادتها وهى تركن سيارتها الفارهة في جراج الجامعة وتدخل الجامعة تطاردها نظرات الشباب وهى تتهادى في مشيتها لكى تخطف الأبصار والقلوب وكيف أن صديقتها نهى تعرفت بعد شهرين من بداية العام الدراسي بزميل لها يدعى سراج شاب على قدر كبير من الوقار الممتزج بالوسامة وكيف انجذبت لمياء إليه وأحدث مطاردتها له تصدَع في علاقتها مع صديقتها نهى وقررت نهى منذ تلك اللحظة الانتقام من لمياء ولكن في الوقت المناسب؛
وتذكرت لمياء كم كانت حياتها سعيدة وأحلامها تدنوا منها منذ أن تعرفت على سراج ومضى على تعرفهم ثلاث سنوات لم يحدث بينهم خلالها شجار أو خلاف أو نقاش بصوت مرتفع ، وكانت لمياء تتعجل انتهاء العام الدراسي حتى يتقدم سراج لخطبتها ولاسيما أنهم أثرياء ولا ينقصهم شيء يعطل زواجهم ؛
وفور التخرج من الجامعة طالبت لمياء سراج بالتقدم لأسرتها وكانت المفاجأة أن أخبرها سراج بأنه متزوج من أبنة عمه منذ عام وحدث ذلك في إجازة نصف العام وتمَ الزواج لعدم تدويل أموال الأسرة وهنا صرخت لمياء ولماذا لم تخبرني في حينها؟ ولم يجد سراج جواب وأخبرها أنه يمكن أن يتزوجها في السر؛ فصفعت لمياء سراج وتركت كافيه الجامعة وانصرفت ودموعها تنهمر على وجنتيها وفور انطلاقها بسيارتها طاردها سراج وتمكن من إقناعها بأن يجلسا في مكان ويتحدث كلا منهم للأخر بصدق وصراحة وبالفعل تقابلا في أحد الفنادق الكبيرة وتبادلا النظرات والهمسات وتوطدَت العلاقات بينهم وأقنعها سراج بأن تتزوج منه سرا وتحت التنهدات والنظرات والكلام المعسول وافقت لمياء على طلبه وأقنعت والديها أنها سوف تسافر لقضاء المصيف مع بعض صديقاتها وأصدقائها في النادي وانطلقت مع سراج إلى شاطئ مارينا وقضى سراج معها أسبوع عسل بعد أن وقع لها على ورقة يقرَ فيها بالزواج منها ، وعادت لمياء إلى أسرتها وهى في قمة السعادة وكانت تحدث سراج عشرات المرات في اليوم وشعرت لمياء أن سراج أصبح يردَ على مكالماتها ثلاث مرات فقط ثم أصبح يردَ مرتين ثم أصبح لا يردَ ويتهرب منها فلا يذهب للنادي ولا يذهب للشقة التي اشترتها لمياء من أموالها ولا يذهب للكافية الذى كانا يتقابلا فيه وجنَ جنون لمياء ولا سيما بعد أن عرفت أنها حامل فذهبت إلى منزل أسرة سراج عدَة مرات كي تجده حتى صادفت يوم زيارته لأسرته فصحبته إلى أحد الفنادق وطالبته بتفسير لما يحدث فأخبرها أن زوجته أنجبت له بنت وهو يحاول أن يكون صادقا منذ ولادتها مع زوجته، وقال لها أنت طالق وانصرف سراج على الفور ، ولم تستطيع أن تخبره أنها حامل ، فلم تجد لمياء من تتشاور معه سوى صديقتها القديمة نهى فبحثت عن رقم هاتفها وقصَت عليها ما فعله به صديقها سراج فوجدت نهى ضالتها لكى تردَ لها الصفعة فذهبت نهى إلى أهل لمياء وقصت عليهم ما حدث ورغم أن أسرة لمياء ليبراليين متحررين من القيود إلا أن أصولهم الريفية تجعل وصول كلام كهذا إلى البلد تسيل فيه الدماء أنهار ،
فنادى الوالد على لمياء وقصَ عليها ما يشاع فقالت لمياء في هدوء تزوجت به ثم طلقني فقال لها والدها أين قسيمة الزواج فقالت لمياء تزوجت منه بورقة وقع عليها سراج فصفعها والدها و كانت المرة الأولى والأخيرة وعلى الفور غادرت لمياء المنزل وذهبت لصديقتها نهى التي استقبلتها وشجعتها على النسيان بالمخدرات وكانت بداية النهاية حيث انتهت الأموال التي تمتلكها لمياء بعد أن تعرفت على الكوكايين وأصبحت مدمنة متمرسة وهنا قدمتها نهى لراغبي المتعة في النادي من الشباب الثرى وعندما ذاع صيتها في النادي طالبتها نهى بمغادرة بيتها حتى لا تسئ لسمعتها ؛ وهنا أدركت لمياء أنها وقعت في فخ صديقتها القديمة التي دبرت لها كل هذه المكائد وتتركها بعد أن أفلست وأصبحت فريسة للجوارح وذئاب الشوارع فأمسكت لمياء بفظاظة عنق نهى ولم تتركها سوى وهى جثة هامدة ولم تنتبه لمياء إلا والجنود يسحبونها إلى عربة الترحيلات ومنها إلى السجن لتنفيذ حكم القضاء.
إنها قصة تتكرر كثيرا لكن بأسماء مختلفة والجاني فيها دائما الأسرة وبُعدها في تربيتها لأبنائها عن تعاليم الإسلام وأخلاق الإسلام وتكالبَ الآباء على المال من حلَه وحرامه. فلنتق الله عز وجل ونحمى أبناءنا بالصلاة وبتعاليم الإسلام.             

0 أضف تعليق :

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes