19‏/12‏/2011

المكر في حق العباد ضعف و في حق الله نصرة


"وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ " صدق الله.
كثيرا ما يخلط الناس بين مكر البشر وقول الله عز وجل في القرآن الكريم بسم الله الرحمن الرحيم ((وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)) صدق الله وقوله تعالى ((وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)) صدق الله وقوله تعالى ((وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا)) صدق الله وقوله تعالى ((فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ)) صدق الله  

فبادئ ذي بدء نقول سبحان الله عمَ يصفون فالمكر في حق العباد من الهوان والضعف فلا يمكر إلا ضعيف فالقوى يواجه ولا يمكر؛ والله عز وجل قوى عزيز ذو انتقام يقول للشيء كن فيكون، والمكر في اللغة كما يقول العالم الجليل الشيخ محمد متولى الشعراوي من تداخل اغصان الأشجار وتشابكها بحيث لا تعرف هذا الفنن أو الورقة من أين وإلى أين؛ ويوجد في اللغة شيء يسمى المشاكلة اللفظية أي تأتى الكلمة بأكثر من معنى فحين يقول الإنسان حسبي الله ونعم "الوكيل" فهو حين ذلك يوكَل الله عز وجل ليقضى له حاجته ولكن هناك فرق بين أن يوكَل الإنسان محامى لينوب عنه أمام القضاء وبين أن يجعل الإنسان الله عز وجل وكيله ،فالإنسان يوكل الله عز وجل بصفته ربه وإلهه وهو عبد لله و حين يوكل محامي فللإنسان اليد العليا على المحامي لأنه يعطيه أجره  وهذا هو التكييف بين "وكالة ووكالة "

وكلمة مكر وأمكر عند  العبد كهيَن وأهون، أي هناك شيء هين بالنسبة للعبد إذا كرر فعله صار أهون؛ وبالنسبة لله عز وجل ، فسبحان الله ليس هناك شيء عسير على الله وشيء هيَن فهذه المسميات بالنسبة للبشر، فعندما يصنع الإنسان شيء يكون ربما  هين وعندما يكرر تصنيعه يصبح أهون وفى الإعادة إفادة؛ ثم إن مكر العباد كما حدث في الهجرة النبوية مكر الكافرين بليل ليقتلوا رسول الله (ص) وهو نائم في منزله وتخيروا لذلك أفضل رجالهم ومقاتليهم وكان الله عز وجل قادر على أن ينجى الرسول (ص) بأن يرفعه كما رفع نبي الله عيسى بن مريم وكان يمكن أن يجعله يخرج من بيته قبل وصولهم بيوم أو بعدَة أيام ولكن إرادة الله أن يخرج من بينهم ويضع علي رؤوسهم التراب، إذا فمكر الله لنصرة الحق ونصرة المؤمنين؛ وكذلك عندما مكر اليهود ليقتلوا نبي الله عيسى وبعثوا أحد حوارىَ عيسى عليه السلام إلى ملك الرومان وأخبرهم بمكانه وأنه سوف يكون في مقدمة الخونة ليدلهم عليه ،وهنا كان الله  قادر على أن يخبر نبيه بالوحى فيغادر خيمته أو مكانه قبل قدومهم ولكن مكر الله بهم أن جعل رجال الرومان يبصرون الخائن بعد أن قذف الله عز وجل بصورة رسوله على وجه دليلهم فحين خرج إليهم ليخبرهم أن عيسى بالداخل قالوا له إنك أنت عيسى وقتلوه؛
إذا مكر الله عز وجل لإظهار الحق ونصرة المؤمنين عندما تعجز قدراتهم على نصرتهم؛ ولننظر لمكر زوجة العزيز عندما كادت لنبي الله يوسف وراودته عن نفسها فاستعصم ماذا فعلت، احتاطت لنفسها فغلقت الأبواب وتهيأت للقائه وحين مكرت بالنسوة الذين خاضوا في سيرتها (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) صدق الله فأعتدت لهن متكأ وأعطت كل واحدة منهم سكينا وقالت له أخرج عليهن هكذا مكر النساء والضعفاء؛
وكذلك مكر إخوة يوسف حيث أرادوا أن يقتلوه وانتهى المكر إلى أن يقذفوه في غيابة الجبَ؛ ولكن كيد الله عز وجل ليوسف عليه السلام أن جعل السقاية في رحل أخيه ليكون في دين الملك ويعود إلى أخيه؛ إذا كان الكيد لجمع شمل الأخوين ومقدمة لجمع شمل الأسرة؛
وحين نطبَق قدرة الله عز وجل على ما يحدث في بعض الدول العربية مما عرف بالربيع العربي لم يأتي بخلد أكثر المتفائلين ولو حدث به أحد قبل ذلك على أنه حلم لما صدقه أحد ولكن عندما يريد الله شيء يقول له كن فيكون فلم يخشى الناس بطش السلطات ولا عنف الحكومات بل هبَوا كأنهم على قلب رجل واحد فكان نصر الله عز وجل حليفهم؛ لقوله تعالى " الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " صدق الله وللحديث إن شاء الله بقية

0 أضف تعليق :

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes