23‏/11‏/2010

عمالة بلادنا والظلم والمتاجرة باسم الدين

ففروا إلى الله
(وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ) صدق الله
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ )) صدق الله
ثابت في ذهن كل إنسان عاقل يبحث عن عمل في الداخل أو الخارج أن العقد شريعة المتعاقدين ما لم يخالف العقد شرع الله في أحد بنوده ففي هذه الحالة لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .


صاحب قصة اليوم  شاب مسلم  يدعى إيهاب صابر ، نشأ على طاعة الله  والصدق في القول والعمل وترعرع في أسرة أنشأته منذ نعومة أظفاره على الحلال وتجنب الحرام مهما كانت المغريات وقادته مهنة والده كمعلم وصاحب رسالة تعليمية وله آلاف الطلبة يفخر بأنه كان مدرساً لهم ويفتخرون بأنه كان معلماً لهم إلى أن يمتهن إيهاب صابر تلك المهنة ويصبح مدرساً ومعلماً مستكملاً رسالة والده ،وبعد تخرجه بفترة تقدم للعمل بالتعليم الحكومي ليرد لأصحاب الفضل عليه حقهم .
عمل كمدرس بمدارس الحكومة لبضعة أعوام ، ثم انتقل للعمل لدى القطاع الخاص بعد أن ارتفعت مصاريف المعيشة ، وكانت المدارس التي ترفع شعار الإسلام هي مبتغاه فتقدم إلى مدرسة من أكبر المدارس الإسلامية التي يفترض أنها تدرَس المناهج الإسلامية للعمل بها ، ومع أول لقاء بالمسئولين كان القبول من الطرفين وتفاهم إيهاب صابر على كل الشروط مع المسئولين ولم تكن له حين ذاك خبرة في مجال التعاقد ، ووقع إيهاب العقد معهم وهو يثق في وعودهم التي كانت خارج التعاقد ، فهو كان على علم بأن المسلم لا يخلف وعده ، ولا يكذب ، وبناءا على العقود والوعود تسلم إيهاب العمل في المدرسة بعقد لمدة عام.
بمجرد استلام إيهاب لعمله بدأ على الفور الإعداد للعام الدراسي وشحذ كل الهمم ليكون إضافة للطلبة والمدرسة وللتعليم، ومع مرور الأسابيع صٌدم إيهاب بالمستوى العلمي للمدرسة وأيقن أن المدرسة تتاجر باسم الدين فهم لا يعلَمون الطلبة المناهج الإسلامية ولا يحفظونهم القرءان كما ينبغي،ولا يتقون الله في المصاريف التي تنتزع من أهالي الطلبة ،وليست هناك رقابة حقيقية على مناهج المدرسة ، ولم تتميز المدرسة عن مثيلاتها الحكومية إلا في الشكل والنظافة والديكور وليس المضمون التعليمي ، وظهر الأسلوب المتدني في الحوار بين أصحاب المدرسة والمعلمين الأجلاء ،أضف إلى ذلك أن لوائح المدرسة لا يعلم بها المدرسون الجدد إلا بعد استلام العمل.
هنا تبرز المشاكل بين المدرس والمسئولين بسبب الجداول الدراسية ،والمكافئات بعد الامتحانات ، ثم جد شيء لم يكن يتوقعه إيهاب وهو عدم ممانعة صاحب المدرسة في استبدال المعلمين الذكور بمعلمات إناث وذلك بقسم البنين ؛ لأنه يسهل التفاهم معهم من وجهة نظره مع أن قسم البنات كلهن مدرسات ، وتساهم تلكن المدرسات في تحسين واجهة المدرسة ، فإذا كان هذا تفكير صاحب المنهج التعليمي والتربوي في المدرسة ((إذا كان رب البيت .... )) وهو صاحب المدرسة المبجل فلك عزيزي القارئ أن تستنبط أهل الرأي والشورى من حوله  !!
من هنا بدأ فصل جديد في التعامل بين المسئولين وإيهاب ،حيث بدأ الضغط عليه ليترك المدرسة رغم كفاءته العلمية والعملية ،وهنا طالب إيهاب بمستحقاته المالية وكل العهود التي لم يفي بها أحد من المسئولين ، فكانت الإجابة العقد شريعة المتعاقدين ، فذكرهم إيهاب بقول الله عز وجل ((  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ۚ)صدق الله ، فما كان منهم إلا التنكر لكل أقوالهم ، وهنا أخذ إيهاب قراره  بترك المدرسة بل والبلد كلها إن أمكن فإن هواءها بكل ما يحتوى من كذب ونفاق وقذارة أصبح لا يتناسب مع نقاء صدره وفؤاده .
وضاقت عليه الأرض بما رحبت ،وتنازل إيهاب عن بعض مستحقاته لكي يخرج من هذه المدرسة التي تتاجر باسم الدين ، ولأنه كان لا يبتغى إلا رضاء الله ، وفقه الله للعمل بالقرب من بيت الله الحرام بعد أن عُرض عليه بعض العقود التي تتاجر باسم الدين ورفضها،  فقد أكتسب الخبرة ، ومن هذه العقود على سبيل المثال (( من يقول لك عند التعاقد سوف نوفر لك سبل الحج والعمرة حيث لن تستطيع أداءها من بلادك))
وهنا السؤال  لإخواني ما دخل الحج والعمرة في الاتفاق على الأجر؟  وعليكم أن تدركوا ذلك عند التعاقد. وأضاف إيهاب أن هذه الأمور تعلمها بالخبرة أثناء سنوات المعاناة ،ويعلم الله كيف جمع إيهاب مدخراته القليلة و اقترض من أخوانه و أهله ليكمل إجراءات ومصاريف السفر ، وبفضل الله سافر إيهاب وهو يدعو الله أن يوفقه في عمله الجديد بالعقد الذي وافق عليه ، وقناعته الشخصية بأن التدريس رسالة قبل أن تكون مهنة.
وتسلم إيهاب عمله ولم يدخر جهدا لكي يُرضى الله عز وجل أولاً وأخيراً ، ورغم قصر المدة التي قضاها إيهاب في الخارج إلا أنه بفطنته أبصر أن أصحاب مكاتب السفر لتوظيف العمال في الخارج يوهمون العمال بأن يسافروا بأجور بخسة وضعيفة في مقابل السماح لهم بأداء فريضة الحج.
هنا ينصح إيهاب هؤلاء الإخوة بأن رضاهم بهذه الأجور يساهم في ضرب الأيدي العاملة في مقتل ، وضرب مستوى الأجور بالنسبة للعمالة،أو تقليل المرتبات في العقود الجديدة وفى ذلك إضرار بالعاملين في الخارج وباقتصاد الدولة التي تستفيد من عائد مرتبات العمالة  في الخارج ،
ويمضى إيهاب مؤدياً رسالته مكتسباً كل يوم أرضاً جديدة في قلوب زملاءه ورؤساءه وطلابه وكتب إيهاب على باب غرفته ** قل متاع الدنيا قليل**
الخلاصة:
نخلص من ذلك إلى:
أن (.......) من الدول الطاردة لعلمائها من الأطباء والمهندسين والمفكرين
أن (.......) تجبر المعارضين على الفرار بأنفسهم وعائلاتهم إلى الخارج.
أن (.......) طاردة للأيدي العاملة الماهرة ولا تحسن تسويقهم في الخارج.
أن (.......) في حاجة ماسة إلى معلميها لتطوير التعليم بدلا من هجرتهم.
أن العمالة (........) في الخارج تقبل بالدنيّة من الأجور في مقابل عدم العودة للبلد.
أن العمالة (........) في الخارج تضرب بعضها البعض مما يسئ لسمعتهم.
أن سوء معاملة (........) في الداخل يجبرهم على قبول العمل في الخارج بأجور زهيدة .
أن العمالة من شرق أسيا اكتسبت سوق في الخليج بسبب نفاق وسوء سمعة (.........) مع بعضهم البعض !!
أن المتاجرة باسم الدين في الداخل والخارج يسئ إلى الأفراد والجماعات في الداخل والخارج.
أن عدم الالتزام بالعقود ومحاولة جعل العمل سخرة للعمال يعمل على هروب العقول النابغة للخارج ؟
أن لم تنتبه القيادات الحاكمة إلى الفراغ الذي يتركه المدرسين والأطباء والمهندسين والسياسيين والصحفيين والمفكرين والمهنيين الشرفاء فقل على (........) السلام !!!
اللهم بلغت اللهم فأشهد ***
((أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ))صدق الله

0 أضف تعليق :

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes