16‏/12‏/2011

الشاطر عمر والسيدة العجوز والكهف المسحور

كانت مملكة السيدة العجوز تبعد عن بيت الشاطر عمر مئات الأمتار وكان يشتهر عن تلك المملكة أن كل من يدخلها من كبار السن رجالا ونساء وكان الجميع يعلم أن المملكة بها كهف مسحور به عين ماء من يغتسل فيها يرجع إلى ريعان الشباب فكان كبار السن يذهبوا إلى ذلك الكهف في اليوم الذى يحدث فيه كسوف للشمس ومعهم جميع مدخراتهم ليلقوها في عين الماء كما تقول الأسطورة وكان جميع القرى القريبة من مملكة السيدة العجوز يورثوا أبنائهم قصة هذه المملكة وأن عليهم عدم الاقتراب منها لأن كل من يدخلها لا يخرج منها وأن كل ما يقال عن عين الماء المسحورة مجرد دجل وكذب وشعوذة؛
فشبَ معظم أطفال القرية وهم يخشوا هذه المملكة ويعظموا السيدة العجوز ويروُا عنها الكثير من القصص الخيالية التي ليس لها مكان في الواقع ولكن الخوف جعل الجميع يروج لهذه الشائعات، وذات يوم قال طفل من القرية يدعى عمر لقد علمني الشيخ الذى يحفظني القرآن أن الإنسان عدو ما يجهل وأن أهل القرية يخوفوا الأطفال من مملكة السيدة العجوز حتى لا يخرجوا من القرية فيتعرضوا للحوادث والمشاكل؛ وهنا شعر عمر بأنه يجب أن يقرأ كل ما كتب عن مثل هذه الممالك فطالب والده أن يأتي له ببعض الكتب عن الأساطير القديمة وعن عالم الأشباح وهنا طالبه والده بأن يتفوق في المدرسة وأن يسمع كلام أمه ويلبى طلباتها ففي تلبية رغباتها رضاء لله عز وجل ورضاء للأم وعندما يفعل ذلك  سوف يجلب له والده في الإجازة المدرسية الكثير من كتب الأطفال التي يبتغيها؛
وبالفعل التزم عمر بما عاهد عليه والده ونجح في المدرسة بتفوق وأطاع أمه حتى صارت تدعوا له في كل صلواتها، وذات يوم دخل والد عمر عليه وهو يحمل مجموعة كبيرة من الكتب التي يريدها عمر وكم تفتحت أسارير وجه عمر وحمل الكتب وهو يبتسم ويقبل والده؛
وذهب عمر إلى غرفته وأخذ يقرأ الكتاب تلو الكتاب حتى انتهى من جميع الكتب والقصص وقال في نفسه الآن أصبحت قادرا على مواجهة السيدة العجوز وسوف أخلص القرية وكبار السن من أسطورة عين الماء المسحورة وسوف أعرف أين يختفى هؤلاء الناس؛
ومع انبلاج الصباح خرج عمر يقتفى أثر أقدام الناس حتى وصل إلى مدخل المملكة وهناك وجد أن السيدة العجوز تضع بعض الهياكل العظمية في مدخل المملكة لتزرع في قلوب المتلصصين الرعب والوجل ولكن عمر استفاد من قراءة الكتب والقصص ولم تؤثر فيه هذه الخدع وأطلق لقدميه العنان ودخل في أدغال المملكة حتى أبصر أخدود عظيم العمق في الأرض وحين نظر داخله وجد الكثير من العظام الأدمية فشعر عمر بقشعريرة في جسده ولكنه تغلب على خوفه وقام وصلى ركعتين لله كما علمه والده حين قال له إذا ضاقت عليك الدنيا وضاقت بك السبل فأعلم أن الله عز وجل يقول للشيء كنَ فيكون فقم وتضوء وصلى لله ركعتان وتوسل إليه بما تريد فإن الله عز وجل فعال لما يريد وبمجرد أن انتهى عمر من صلاته وجد خلفه السيدة العجوز وقالت له إنك أشجع وأشطر طفل خارج المملكة لأنك لم تقتنع بالأساطير والخرافات ولأنك ولد صالح فسوف أقص عليك حكاية عين الماء حيث أن هذه مملكة اللصوص ومن يصل إليها يطمع في أن يعود شابا وجميع من يحضروا إلى المملكة يجلبوا معهم أموالهم فيستولى عليها اللصوص ثم يلقوا بهم في الأخدود وأنت الوحيد من القرى التي حولنا الذى يأتي ليستطلع أحوالنا ولم يخشى الجماجم ولا القصص التي أشعناها عن المملكة وأعاهدك أننا من الآن سوف نعمل في الزراعة والصناعة والتجارة مع القرى جميعا ونترك القتل والسرقة وسوف ندعوا أحد علماء الدين ليعلمنا كيف نعبد الله عز وجل؛ وعاد عمر من المملكة وهو سعيد ويضحك بصوت عالي فشعر بمن يوقظه ويقول له قص علىَ ماذا رأيت في الرؤيا فوجد نفسه في غرفته نائم ووالده يوقظه للصلاة؛

1 أضف تعليق :

محمد مصطفى يقول...

صورة جميلة ... بسم الله ما شاء الله

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes