كلما قرأ عمر قصة عن الحيوانات في الغابة ارتجف مما يقرأ من مشاهد يشيب لها الولدان وذهب الشاطر عمر إلى والده وسأله عن سبب العنف والقسوة والشراسة التي يتعامل بها الحيوانات في الغابة وقال عمر لوالده لماذا لا يقيم هؤلاء الحيوانات مجموعة قوانين يعودوا إليها في حالة النزاعات والتعويضات وأمور حياتهم فعبسا حاول والده أن يخبره أن هذه طبيعة حياتهم القوى يقتل الضعيف والصحيح يأكل المريض والكبير يأكل الصغير ومن لا يستطيع أن يدافع عن نفسه ووجوده يصبح لقمة سائغة وطعام شهى للأخرين؛
وهنا قال الشاطر عمر في نفسه يجب أن أذهب للأسد في حديقة الحيوانات لأستفسر منه عن الطريقة الآمنة التي أذهب بها إلى الغابة للتوفيق بين الحيوانات وتقريب وجهات النظر بينهم والسعي لبناء الثقة بينهم وحملهم على إنشاء مجلس رئاسي ومجلس شورى ودستور يتفق عليه الجميع ليكون ملجأ وملاذ للضعفاء والمقهورين؛
ودهش الأسد وتعجب من جرأة عمر وإصراره على أن يعمَ الحب والرحمة والتآلف أرجاء العالم وأن لا يكون هناك فرق بين إنسان وحيوان ونبات وجماد وقال الآسد للشاطر عمر رغم أننى أعلم مسبقا بفشل مسعاك إلا إنني سوف أساعدك للوصول للغابة بل سوف أجعلك تلتقى بصديقي ملك الغابة الآسد ولكن عليك أن تخبره بأنك تحمل إليه عهد سلام وأمان منَى؛
وعلى الفور ذهب الشاطر عمر إلى البيت وأخبر أمه بما يفكر فقالت له لا تذهب وحيدا وانتظر قليلا فسوف تيسَر المدرسة لتلاميذها رحلة يوم الجمعة لزيارة الغابة وسوف يرافق تلاميذ المدرسة بعض الخبراء في التعامل مع الحيوانات الشرسة وسوف يكون معهم بعض الأسلحة لتخدير الحيوان الذى يحاول مهاجمتهم ويحملوا معهم بعض الخيام المعدَة للمبيت في هذه الغابات وبعض بنادق القنص وبعض الإسعافات الأولية للطوارئ وسوف يرافق الرحلة معظم الأساتذة والمعلمات ؛
وفور انتهاء والدة عمر من حديثها قال لها عمر إن شاء الله عز وجل سوف أستعدَ من اليوم لكى أذهب إلى الغابة وأنا على علم بطبيعة كل حيوان وسوف أعرف كيف أتحدث مع كل حيوان بلغته وسوف أسعى ليسود بينهم الوفاق والرحمة؛
وذهب عمر إلى مكتبة المدرسة وتفرغ للاطلاع على الكتب والقصص والروايات والحكايات التي تتحدث عن حياة الحيوانات والطيور والزواحف في الغابة، وعبثا حاول والد الشاطر عمر إقصاءه عن التخلف عن رفاقه في الرحلة والبقاء في الغابة وظل عمر يجهز معدات الرحلة من طعام وشراب وملبس وسلاح وإسعافات أولية؛ وفور بزوغ أول شعاع للشمس أطلق عمر لقدميه العنان وهو يحمل فوق ظهره شنطة كبيرة تجعله يتعثر وهو يمشى ولكنه واصل السعي حتى ذهب إلى السيارة المدرسية التي سوف تقلَه وزملائه إلى الغابة وفور أن أبصر السيارة وضع حقيبته الثقيلة داخل السيارة وجلس في مقعده وفى يديه قصة يقرأها حتى تصل السيارة إلى الغابة وفور وصولهم للغابة واصطفاف جميع المرافقين لبداية الرحلة وانطلاق التلاميذ في حراسة القناصين والمدرسين تخلف عمر عن القافلة بين الأشجار ثم انطلق في رحلته الأساسية.
وللحديث إن شاء الله عز وجل بقية
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم