16‏/11‏/2010

ذهبت مع الريح

عوض رجل شرقى يتمتع بكل مقومات الرجل الشرقى من تدين وتقاليد أجتماعية وعادات يتسم بها وتربى عليها كفلاح وقيم يؤمن بها لا يمكن أن يحيد عنها وانشأ بناته الاثنين على هذه التقاليد والعادات وكان يؤمن بأن البنت يجب أن تتعلم حتى تتمكن من القراءة والكتابة بإتقان ثم عليها الجلوس في البيت تتعلم لتكون ربة منزل بجدارة وهكذا كان يتعامل مع بناته وبالفعل بمجرد أن أتمت أبنتيه التعليم الابتدائى طالبهم بالجلوس في المنزل حتى يعقد قرانهما ويتزوجا وأنصاع البنتان دعاء ودهب لامر أبيهما وجلسا في البيت يحفظان القرءان وكان عوض لايغادر بيته إلا إلى حقله ومع غروب الشمس يعود إلى بيته ،
 
وظلت حياته هادئة حتى بلغت بنته دعاء عشرين عام وتقدم لخطبتها مهندس زراعى على قدر كبير من الخلق ومتوسط الحال ووافق الوالد على المهندس ولكن دعاء رفضت الزوج وقالت لابيها إنها تريد عريس غنى ورفض عوض كلام إبنته وطالبها بالانصياع لرغبته ومع الضغط وافقت دعاء وأخبرت المهندس الزراعى بأنها لا ترغب في الزواج منه ولكن والدها يضغط عليها لتوافق على الزواج منه وبالفعل تزوجت دعاء من المهندس الزراعى شوقى وأسكنها على مقربه من أبيها ،وتسبب قرب دعاء من أبيها هروبها كل يوم بسبب أو بدون سبب إلى بيت ابيها وتترك زوجها مما اصاب أبيها بالكثير من الامراض ،وأصاب زوجها بالاكتئاب ولولا حبه لابيها لطلقها منذ سنين ،وفى هذه الاحداث تقدم رجل أعمال ثرى للزواج من دهب ووافق على الفور الاب ووافقت دهب وطالب الزوج من والد دهب إن ياخذها معه إلى مصر لتسكن هناك في شقه خاصة بها ووافق الوالد وما أن أبصرت دعاء خطيب أختها حتى زاغت عينها عليه وعلى ثراءه وطالبت ابيها بأن تسكن أختها في نفس البيت الذى تسكن فيه وإلا يدفع لها ثمن شقه في مصر كاختها ،ومع أصرار دعاء على طلبها وافق الوالد وطالب خطيب ابنته بان يسكن معهم أو يبنى منزل بجوار بيتهم
وافق خطيب دهب على بناء منزل بجوارهم وشرع على الفور في بناءه وبمجرد الانتهاء منه تم زفاف رجل الاعمال عمر على دهب ،ومن أول يوم للزواج وضعت دعاء قدمها في البيت مما جعل أختها دهب تتعجب من افعالها وجراءتها في الحديث مع عمر زوجها ،ومع مرور الايام طالبت دهب من اختها عدم التواجد في البيت وهى ليست فيه، وهنا نهرت دعاء أختها وقالت إنها تحضر بناء على طلب عمر فهو يلح عليها للحضور بمجرد خروج دهب للاطمئنان على أبيها وأن الذى يربطها بعمر أكثر من مجرد ورقه بين دهب وعمر ونزل الجواب على دهب كالزلزال وطالبت أختها دعاء بعدم الحضور إلى البيت نهائيا وأنها سوف تطالب زوجها بمغادرة البلده فورا إلى بيت أسرته حتى يجد لها شقه في مصر ،فما كان من دعاء إلا أن أخبرت زوجها بمحاولة زوج دهب الاعتداء عليها ولعلم زوج دعاء بكذبها عليه دائما وقسوتها معه وسوء اخلاقها مع أبيها طالبها بنسيان ماحدث لانه علم بقرب سفر دهب وزوجها ،وان عليها أن تراعى الله في زوجها وأولادها وبيتها وهنا طالبت دعاء زوجها بأن يطلقها فهي تريد زوج غنى ،فما كان من الزوج إلا أن صفعها على وجهها وطلقها ،
فذهبت دعاء إلى الشركة التي يعمل بها زوج أختها عمر وصارحته بحبها له من أول يوم أبصرته فما كان منه ألا أن طردها من مكتبه فأخبرته أنها طلقت وطالبته بأن يطلق أختها ويتزوج منها ،فنهرها وطلب من الامن بأخراجها خارج الشركة وأخبرها بانه يحب دهب ويحب أولاده وبيته وأن طاردته مرة أخرى سوف يخبر أباها وأعمامها وحين ذاك سوف يقتلونها فأنهمرت دموعها وتدارست ما فعلت بنفسها وبيتها وزوجها وأختها واسرعت إلى رشاح القرية وألقت بنفسها فهوت إلى القاع وذهبت احلامها مع الريح لعقوقها لابيها وزوجها وعدم رضاها بقضاء الله ***  (قصة قصيرة)  

0 أضف تعليق :

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes