16‏/03‏/2011

البورصة صالة قمار مدعومة من الدولة

المراقب لمجريات الأمور في البورصة المصرية قبل الانتفاضة يجد أن أموال البنوك تُقرض لبعض رجال الأعمال ورجال السلطة وبعض قيادات الداخلية وبعض قيادات الحزب الحاكم ويتم المقامرة بهذه الأموال في البورصة كنوع من غسيل الأموال العلني.
والغريب والعجيب في بلد العجائب مصر أن هذه المليارات في البورصة ليس لها تواجد حقيقي في ميزان الشركات والمصانع المُضارب عليها في البورصة فتجد على سبيل المثال شركة ما تدخل البورصة وتعرض أسهمها بعدَة جنيهات وبعد أسبوع ودون مقدمات أو دراسات أو مؤشرات تجد سهم هذه الشركة ارتفع إلى مائة جنيه وسط استغراب واستهجان عملاء البورصة وعلى هذا القياس تجد الكثير من الأسهم ترتفع لمجرد أن سين من الناس اشترى هذه الأسهم ثم يقوم بعض صغار الممولين بالوقوع في الطعم ويشترى هؤلاء هذا السهم فإذا به يهوى إلى القاع فلا يدرى أحد لماذا ارتفع ولا يعلم أحد لماذا هبط وسط تقارير من البورصة لا تقنع طفل بأسباب الارتفاع أو الانخفاض.
وكم من الفساد يعم أرجاء البوصة المصرية من الإدارة إلى شركات السمسرة وكم تلاعب العاملين في البورصة بأموال المضاربين عن طريق بعض العملاء الفاسدين الذين يروجون الإشاعات حول سهم ما ثم يتكالبون عليه فيتبعهم صغار المضاربين في الشراء فيقوم هؤلاء الفاسدين ببيع مالديهم من أسهم فيقع السهم فيقوم هؤلاء الفاسدين بشرائه مرة آخري بثمن بخس وهنالك يخسر صغار المضاربين الكثير من أموالهم . وهكذا يلعب رجال البورصة لصالح بعض الكبار وليذهب صغار المضاربين إلى الجحيم.
وكثيرا ما تحدث كبار الاقتصاديين عن حقيقة البورصة المصرية أن معظم الشركات والمصانع المساهمة في ارتفاع أو انخفاض البورصة تقديرات أسعار الأسهم بهم هلامية وليست على تقديرات علمية ،والميزانيات الشهرية أو السنوية مفبركة وليست عن حقائق على أرض الواقع وأن العملية في البورصة برمتها مقامرة.
والجديد أن الحكومة وبعض المستفيدين من البورصة يطالبون بدعم البنوك والحكومة لصندوق يقوم بدعم البورصة أي أموال الفقراء تدعم أموال الأغنياء فيزداد الأغنياء ثراءا على ثرائهم ،فهل هذا يعقل ؟
الحق يقول أن تقوم الحكومة بدعم صندوق يدعمه الخليج والدول التي تريد دعم الاقتصاد المصري وتقوم الحكومة ببناء صرح صناعي كبير يستوعب الملايين من الشباب العاطل وتقوم الحكومة بأموال هذا الصندوق بزراعة ألاف الفدادين بأيدي شباب مصر ويتملكها من يزرعها وفى هذه الحالة نكون دعمنا الشعب كله ولم ندعم فئة من المقامرين في الداخل أو الخارج.
نستخلص مما سلف أن تقارير السادة الخبراء في البورصة الذين يظهرون على شاشات الفضائيات ويخبرون المضاربين بأن هبوب رياح غربية شرقية جنوبية وراء ارتفاع السهم الفلانى ،ومرور قافلة سفن محملة بالقمح وراء هبوط السهم الفلانى ،وتدنَى مجاميع الثانوية العامة وراء هروب رأس المال الاجنبى ، وارتفاع ضغط الدم في عروق الفقراء ساعد على ارتفاع سهم المصرية للأوعية الدموية ،فيا عقلاء مصر أستحلفكم بالله هل في مصر شركة واحدة تؤثر كل إثنى عشر ساعة في مؤشر البورصة بالارتفاع أو الانخفاض ثانيا :هل الشركات المصرية لها كل هذا الإنتاج اليومي الذي يتغير فيؤثر على البورصة ومؤشرها كل ساعة.
ياأخوتى معظم التعامل في البورصة قمار ومقامرة.

0 أضف تعليق :

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes