26‏/03‏/2011

الصدق ممنوع في أرض الخنوع

كيف يمكن لأجهزة دولة بكل مسئوليها وموظفيها التشريعيين والتنفيذيين التأقلم على الكذب وجعله منهاج دولة والتأقلم على الرشوة وجعلها من ثوابت الدولاب الوظيفي وإشعار الموظف المرتشي أنه في مأمن من المحاسبة القانونية، أضف إلى ذلك التعاون من قبل الرؤساء مع المرتشين على أن الرشوة حق مكتسب لكل الموظفين تعويضا لهم عن الأجور الضعيفة.
والغريب والعجيب أن أكثر الأجهزة بها فساد إدارة المرور فيمكن للقاصي والداني مشاهدة جندي المرور أو أمين الشرطة الواقف عند إشارة للمرور أو ضابط المرور الجميع بلا استثناء حسب رتبته يضع له صاحب المركبة مبلغ من المال وسط رخصة القيادة وقد يقبلها أو يرفضها وفى حالة الرفض عليك متابعة المفاوضات حتى تصل إلى المبلغ المناسب لصاحب العصمة والجبروت.

ولك كل الويل لو قذفت بك الظروف في كمين لرجال المرور وكانت رخصتك أو رخصة السيارة منتهية فحين ذلك عليك أن تعطى الضابط ما تملك من مال وهو يمنَ عليك بعدة جنيهات تساعدك في الوصول إلى بيتك ،والغريب أيضا أن بعض المدنيين في السجلات المدنية أصبح موضوع الرشوة عُرف بينهم وأن الشريف بينهم لا يجد له مكان وعليه إما العمل معهم بطريقتهم وإما فليغادر الإدارة لان وجوده خطر عليهم.
إلى هذا الحدَ تفشَت الرشوة بكل مسمياتها الجديدة من عمولة وإكرامية هبة وغير ذلك من المسميات، والواضح للعيان أن العميل المتردد على هذه الإدارات يتمكن من إنجاز مهمته مهما كانت عسيرة وصعبة في عدَة دقائق وبمجرد أن يفتح الموظف درج مكتبه فيضع العميل بعض المال في الدرج وعلى الفور تنتهى مطالبه.
ويمكن لكل مواطن لا يستطيع قيادة سيارة من الحصول على رخصة سيارة درجة أولى بعدَة مئات من الجنيهات ،ويمكن لبعض اللصوص الحصول على بطاقة الرقم القومي بأنه رجل أعمال بعدَة جنيهات، ويمكن أن تجد الرشوة بكل فجاجة في قلم المحضرين فتجد الإخطار الذي يصل إلى عنوان في القاهرة بقدرة قادر يصل إلى الغربية والإخطار الذي من المفترض أن يصل إلى جارك في المسكن بقدرة قادر يعود إلى المحكمة لعدم  التعرف على العنوان ،وقد تبعث بإخطار لزوجتك بالطلاق وتجد المحضر يكتب لم يتم العثور على العنوان ولم يستدل على الزوجة ،
وتجد نفس الألعاب في محاضر الضبط والإحضار ومحاضر الأحراز وقضايا الدعارة فيمكن لرجل الشرطة الذي يكتب صياغة المحضر يغير في الأقوال أو يجعل الصيغة تقبل أكثر من معنى فيدخل من خلال هذه الثغرات المحامى ويبرئ المجرم أو يسئ إلى البرئ ،أضف إلى ذلك ما يحدث في الحجز بأقسام الشرطة فإن كنت من ذوى المال يمكنك أن تعيش داخل الحجز الكل يخدَم عليك حتى رجال الشرطة ،وبالقياس يمكن تطبيق ما سلف على معظم إدارات الدولة الجميع يأخذ منك الاستمارة بيد وباليد الأخرى يأخذ منك الإكرامية.
(( لعن الله الراشي والمرتشي و الرائش الذي يمشي بينهما)) صدق رسول الله

0 أضف تعليق :

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes