الكل يتساءل سواء في العلن أم في الخفاء هل من أصدر الأوامر بانسحاب قيادات الشرطة وضباط الأقسام وقيادات السجون وبعض الأجهزة المعاونة من أبطال 1967 فهو متعود على الانسحاب أم هو يريد أن تحدث فوضى خلاقة كما يقول الاستعمار الجديد فتتفرق القوى وتتهاوى أركان البلد فتهرب القيادات وتسقط مصر في فتنة فتصبح في يوم وليلة لبنان آخر ؟
إن ما حدث لا يقبل الهزل أو الانتظار أو التريث فقد تُنسينا الأيام ما حدث فنحن شعب تنسينا الأحداث بعضها بعضا.
نقول بصوت عالي ما حدث لن يتغافل عنه الشعب ولن تمحيه إلا معاقبة المتهاون والمتخاذل فلا يعقل أن نسمع الصراخ والبكاء والهلع من الكبار والأطفال والنساء الكل يخشى على نفسه وعلى بناته وعلى نساءه وعلى أطفاله من اللصوص الهاربين من السجون والبلطجية الذين يحملون سلاح ناري ويطلقون النار في كل الاتجاهات، والمواطن الأعزل حائر ماذا يفعل لو هاجم هؤلاء اللصوص منزله وكيف يطمئن أطفاله الصغار وهم يبصرون الكبار في حالة رعب وكيف نرسخ في قلوب هؤلاء الأطفال أن مصر بلد الأمن والأمان بعدما انهارت الصورة أمام أعينهم، وكيف نقنع أنفسنا بأن ألاف المساجين يهربون من عدة سجون في وقت واحد صدفة .
وإذا غفرنا للضباط في أقسام الشرطة تخاذلهم ولرجال الشرطة في الشوارع والميادين لأنهم تجنبوا التعامل مع الشعب بالرصاص وفضلوا الانسحاب!
فكيف نسامح الضباط بكل رتبهم تخاذلهم في الدفاع عن السجون وهى تحوى على مجرمين من عتاة الإجرام بل وبعضهم حاصل على أحكام بالإعدام وبعضهم خطر على الأمن القومي وكل هؤلاء لم يكونوا في العراء بل مسجونون في معتقلات والمعتقلات بها عنابر عليها حراسة ومغلقة عليهم بالسلاسل والأقفال والعنابر في مباني عليها حراسة ويوجد كلاب حراسة وأسوار عليها أبراج حراسة والجميع معهم سلاح ناري يستعمل عند اللزوم .
ثم إن هناك المئات من الجنود والصف ضباط وهم مدربون على التعامل مع مثل هذه الأحداث.
فكيف يتقهقر كل هؤلاء الجبابرة أمام بعض الأهالي ونستمع إلى من يريد أن يقنع الشعب بأن ما حدث كان خارج عن السيطرة ويفوق قدرة الحراسة.
هنا نتساءل هل كانت الأسلحة من الأسلحة الفاسدة التي تركها الملك فاروق! أم كل هذه الجحافل التي تحمى السجون تحمل عصى من الخرزان، والمهاجمين يحملون سلاح ناري.
إن ما حدث لن يمحوه التاريخ ولن يقر عيون النساء والأطفال والشيوخ والبنات والرجال الذين تجرعوا الخوف في الأيام الماضية مال الأرض ولا ذهب الأرض ولكن يقر أعينهم محاسبة المسئولين عن هذه النكسة.
وإلى أن تنكشف الغمة ويتم محاسبة المتهاونين ندعو الله أن يحفظ مصرنا أمنة مطمئنة وسائر بلاد المسلمين
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم