ثرثرة المتعلمين وشباب الصوبَ شكل بلا طعم

مشاهدات

الحاصلين على مؤهلات عليا في مصر أعداد لا تعدَ ولا تحصى والمتعلمين بينهم أعداد تحصى والمثقفين بالإطلاع على كل ما هو جديد والمداومون على القراءة واستنباط الحكمة من بين ملايين الكتب والمواقع العلمية قليل جدا والمجادلون كثير.

وتعتبر مصر من الدول المتقدمة جدا في الثرثرة فيمكن في مصر أن تدخل أي جامعة أو ديوان حكومي أو منتدى ما بنادي رياضي وتبدأ في مناقشة موضوع ما سياسي أو إقتصادى أو رياضي ثم تجمع المتخصصين والحكماء والمتعلمين والمثقفين في هذه الأمور وتقسم هؤلاء السادة الأفاضل إلى أربع تجمعات وتطلب من كل مجموعة منهم أن تقدم تقرير عن الموضوع المطروح عليهم ثم تتركهم لمدة عام ثم تعود إليهم سوف تجد الجميع يتكلم ويتحاور ويثرثر ويجادل ولن يصلوا إلى موقف موحد أو موقف متفق عليه بالأغلبية فالكل يريد أن يكون رأيه وموقفه هو الأجدر بالصياغة النهائية.

وهذه آفة مصر:

رأى النخبة من القضاة ضدَ رأى الكثرة من القضاة،

ورأى الكثرة من الصحفيين ضدَ رأى النخبة والخبراء من الصحفيين،

ورأى الخبراء من الاستشاريين القانونيين ضدَ رأى شباب المحاميين

ورأى الفصحاء والنبغاء من السياسيين ضدَ رأى الخبراء والحكماء من السفراء

ورأى الممثلين ضدَ رأى المنتجين

ورأى الحزبيين العلمانيين ضدَ رأى الحزبيين الناصريين

ورأى اليساريين ضدَ المتدينين

وكل هؤلاء بإخلاف إنتمائاتهم عندما يتحدثوا في قضية واحدة كالدستور الجديد لمصر فيمكن أن تنتظر خمسين عام حتى يموت هذا الجيل ولن يصلوا إلى توافق يرضى عنه جميع  الأطراف.

والأغرب من ذلك شرعية الشارع حيث نعطى الحق لبعض الشباب الذي لم ينضج سياسيا وعلميا وتنقصه الخبرة العملية وتنقصه التجارب المعملية فهو كالفاكهة التي تزرع في غير أوانها في الصوبَ الزراعية ثم تقدمها إلى الموائد فتكون شكل بلا طعم ولا مذاق وهذا ليس عيب في الفاكهة بل عيب من قدمها قبل أن تنضج،

ثم نريد أن نكتسب شرعيتنا من هؤلاء الشباب الغير متخصص والمغيب عن الواقع بما يقدم إليهم في المواقع الالكترونية وهو معدَ سلفا من قبل بعض المنظمات الدولية التي لها مصالح في المنطقة العربية.

ويتلقاه هؤلاء الشباب الطيب على أنه إجماع وطني ويساقون من خلاله إلى تنفيذ مآرب غيرهم.

Posted in: أراء وتحليلات سياسية (بقلم أبو عمر)