تعالت صيحات الآباء والأمهات وهم يبصرون أبنائهم وهم يقتلون ويعذبون ويسحقون أمامهم في أقسام الشرطة أو في بعض الجهات السيادية وإذا بتقارير الطب الشرعي يفاجئ الجميع بأن القتيل مات نتيجة هبوط في الدورة الدموية أو نتيجة سقوط من مكان مرتفع وهو يحاول الهرب أو نتيجة اكتئاب أصيب به المواطن داخل القسم أو داخل غرفة الحبس الاحتياطي فأنهى حياته بالانتحار أو الموت نتيجة عراك بين المحبوسين في غرفة الحجز نتج عنه وفاة المواطنين أو نتيجة أن المواطن غافل ضباط التحقيق وقام بابتلاع ساعة المعصم الخاصة به مما نتج عنه وفاة المواطن بالخنق أو وفاة المواطن نتيجة أصابته بغيبوبة سكر ولم يخبر الضابط بمرضه ،وإليك من هذه التقارير الآلاف التي أدمت قلوب ألاف الآباء والأمهات وغيرت حياة الكثير من الأسر فترمَلت سيدات وتيتَم الكثير من الأبناء واليكم هذه القصة الصغيرة التي شهدها أحد أقسام الشرطة بالعاصمة.
حيث حدثت مشاجرة بين جيران في عمارة بين زوجة أمين شرطة تدعى وفاء وزوجة رجل بمصلحة حكومية تدعى نادية على المياه فما كان من وفاء إلا أن سبَت نادية بأفظع الشتائم وردت عليها نادية بأن لها زوج سوف تخبره بما حدث عندما يعود.
وأخبرت كلا منهما زوجها فتعارك الزوجين سعد رجل الشرطة وجلال الموظف الحكومي وبعد أن انتهى العراك توعد أمين الشرطة سعد جاره جلال بأنه سوف يجعله عبره لمن يعتبر،وقبل أذان الفجر نزل جلال من منزله لصلاة الفجر وقبل أن يدخل بقدمه المسجد تكالب عليه ثلاث رجال بملابس مدنية وجذباه من ملابسه إلى قسم الشرطة وهناك تم تقييده يديه من خلف ظهره ثم تم تعليقه على باب دورة المياه ورأسه لأسفل وجسده الثقيل محمَل على كتفيه وصوت صياحه يتصادم في جدران القسم يطلب النجدة والغوث ولا مجيب لصياحه وبعد أن انخلع كتفيه أنزلاه من على الباب وردَ أحد المخبرين الكتف مكانه وقام بسحب جلال إلى الحجز حيث قام بعض المجرمين الجنائيين بتوصية من الأمين سعد بضرب جلال ووضع الورق بين أصابع يديه وقدميه ثم يشعلون النار في الورق الموضوع بين يديه وقدميه وكل الويل لجلال لو سقطت ورقه من الورق المشتعل دون أن تنطفئ في مكانها ومع شدة خوف جلال من أن يفتك به هؤلاء البلطجية كانت لا تغمض له عين ومع انبلاج الصباح تنهار قوة جلال وتخور ويتكاثر عليه بعض البلطجية ويهددونه بالاعتداء عليه ويستمر هكذا ينظف الحجز ويطهر الحمامات عدَة أيام ثم قام ضابط القسم بإعداد محضر تعاطي مخدرات لجلال وتم تقديمه إلى النيابة التي أمرت بالإفراج عنه بضمان محل الإقامة لحين تقديمه إلى محاكمة وعبثا حاول جلال إثبات أن المحضر ملفق له لخلافه مع سعد أمين الشرطة.
وعاد جلال إلى منزله وهو يبكى ضعفه وكتم بؤسه في قلبه لعدة أيام لم يغادر خلالها المنزل ثم سمع أهل المنزل بكاء وعويل بشقة جلال فسارع الجميع إلى الشقة ليعلموا بموت جلال وهو ساجد بعد صلاة الفجر.
وهنا بادر جميع السكان إلى تحميل ألامين سعد السبب الحقيقي وراء موته ،وكالعادة لم يأخذ الطب الشرعي بكلام أسرة الحاج جلال وتم حفظ القضية لوفاة المدعى عليه.
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم