تفتق ذهن سمير عن فكرة جديدة للإيقاع بالفتيات واستغلالهن في أعمال فتيات الليل في بعض الدول الخليجية عن طريق إغرائهن بالمال والزواج بهن والسفر معهن إلى دولة خليجية وكانت يتخير كل فتاة من دولة ثم تفاجئ الفتيات بأنهن زوجات لرجل واحد ويقبعن معه في عمارة يمتلكها من أربع أدوار يجعل ثلاث أدوار منهن شقق مفروشة والدور الرابع لزوجاته الأربع.
ولم تفطن زوجاته عند الزواج به أنه قواد وعندما علمن كان يملك ضدَ كل واحدة منهنَ ما يجبرها على الصمت والاستجابة لمطالبه، وإلا قذف بها إلى السجن وظل الزوجات الأربع يعملن في هذا العمل المشين لمدة سبع سنوات حتى تم القبض على الزوج وزوجاته الأربع بعد تعدد البلاغات إلى الجهات المعنية وتم اقتياد الجميع إلى النيابة ومنها إلى المحكمة التي حكمت على الزوجات الأربع بالسجن ثلاث سنوات والترحيل من الإمارة.
وبعد أن أتمت كلا من زوجاته مدة سجنها قام الزوج بتطليقهنَ وعلى الفور عادت كل زوجة إلى بلدها وعادت المصرية إلى ديارها وفور أن وطئت قدمها أرض المطار تعرفت على سائق السيارة البيجو الذي حملها من المطار وفى الطريق قصت عليه حكايتها فدعاها إلى بيته حتى تستقر على مكان تمكث فيه وبالفعل أمضت معه ثلاث أسابيع تمكن خلالها من جعلها لا تستطيع الابتعاد عنه.
وذات يوم أخبرها بأنه وجد لها عمل بأجر كبير في أحد الملاهي الليلية كراقصة وفى ظرف عدَة أيام تعلمت الرقص الشرقي وتمكنت من سحب البساط من تحت أقدام كل الراقصات لجمالها الفتَان وذاع صيتها وأصبحت محط أنظار علية القوم وأصبح لها قوة وبطش وجبروت ويخشاها الجميع لقربها من موقع اتخاذ القرار.
وتمكنت من الزج بعشيقها السائق في غياهب السجون عن طريق السادة المسئولين الكبار الذين لا يرفضون لها أمر.وذات يوم وهى تتنقل بين القنوات شاهدت أحد العلماء الأجلاء يتحدث عن الخشية من الله والرجوع إلى الله والتوبة فلم تستطيع أن تحرك مؤشر القناة واستمعت إلى الحلقة كاملة وشعرت بقشعريرة في جسدها ودخلت في بكاء طويل ثم أمسكت بالهاتف وطلبت رقم هاتف الشيخ الجليل وواصلت الاتصال به حتى تمكنت من الحديث إليه وسردت له حكايتها،فطالبها بالندم على ما مضى من حياتها والعزم على عدم العودة إلى ما كانت عليه والتوبة الصادقة وكثرة أعمال الخير والصلاة بالليل وكثرة الاستغفار وأخبرها بأنه يسعده أن تتابع الحلقات التي يخصصها للمشاهير من التائبات وبالفعل داومت على الدروس الدينية وحفظ القرآن وفتحت بيتها للدعوة وظلت على هذا المنهج حتى توفيت بعد مرض شديد وشهد لها كل من بجانبها بالصلاح والورع .
(( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا )) صدق الله.
((قصة من واقع الحياة ))
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم