وما كان ربك نسيَا

مشاهدات

يطوى الليل بظلماته الكثير من آنَات المطحونين وبكاء المظلومين ومناجاة المساجين وتضرع الساجدين بينما يتلذذ الفاسدين في سهرات السُمار والراقصين ويهيم أصحاب البارات بالغانيات والمدمنين ويتسامر الجلادين ببكاء المعذبين وينادى أهل الروحانيات ربهم الرحمن الرحيم ويتراقص أهل الفسق والفجور مع الشيطان الرجيم وينبلج الصباح فلا تستطيع أن تفرق بين المقيمين الليل لله ساجدين والذين على مضاجعهم فاسدين،فقد تجد أصحاب السهرات الحمراء لديهم منزلة عند السلطان ومكانة تجعلهم يدخلون البلد ويخرجون من صالة كبار الزوار وتفرش لهم البسط الحمراء بينما عباد الرحمن يبيتون على الأرض في السجون أو يسيحون في الأرض من أجل توفير لقمة العيش والسلطان لا يدرى عنهم شئ أو ربما يحجب بطانة السلطان أو الوالي عن الوالي حقيقة شعبه فيعيش الرئيس أو السلطان في وادي والشعب في وادي آخر يبسط يده إلى السماء كي يخلصه الله من ظلم أولى الأمر

وقد يطمئن السلطان بالقوات التي تؤمنه والعتاد الذي يدشَن به جيوشه ولكن يأتي الخطر من مأمنه فمن كان يتوقع أن تنقلب المنطقة العربية رأسا على عقب فتنهار إمبراطوريات عريقة ويسقط طغاة لم يكونوا يحلموا أن يحول بينهم وبين ممالكهم شئ ولكن ربما دعوة مظلوم بليل وجدت القبول من الله فقال لها وعزتي وجلالي لانصرنك ولو بعد حين ))مَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا) صدق الله فوجدنا عروش تنهار وكبار كانوا تفرش لهم السجاجيد الحمراء في المطارات أصبحوا يلبسون اللباس الأحمر خلف القضبان فسبحان من له الدوام.

فليتعظ الجميع حكام ومحكومين وليعلم الجميع أن الله هو من يهب الملك لمن يشاء وينزع الملك عن من يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شئ قدي.

وليس ببعيد ما أحدثه الزلزال في اليابان حيث آتاهم الموت من حيث لا يحتسبون فجعل الله عاليها سافلها وترنحت السفن والأبراج والسيارات كأنها لعب أطفال تموج مع الرياح والسيول وفى غضون أقل من دقيقتين هي مدة الزلزال زالت مدن بكاملها من على الأرض وأصبح الهواء محمل بالإشعاع فلم يستطيع علماء اليابان التصدي للأرض التي تمور أو الوقوف في وجه أعاصير تسونامى التي طمست معالم مدن وقرى من على وجه الأرض أو التعامل مع المفاعلات النووية التي أصبحت قنابل موقوتة وعجز العلماء عن التعامل مع الحدث فقد سبقت كلمة ربك للشئ كن فيكون فسبحان من أمره بين الكاف والنون.

مستوحاة من خطبة للداعية خالد فاروق من علماء الجمعية الشرعية.

((أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ))صدق الله    

Posted in: أراء وتحليلات سياسية (بقلم أبو عمر)