تعجبت أشد العجب وأنا أستمع إلى بعض البسطاء والطيبين الذين يطالبون القيادة العليا للقوات المسلحة بإلغاء جهاز أمن الدولة وفى نفس الوقت يقوم رجال القوات المسلحة بمحاكمة قيادات ضباط الشرطة وإحالة الكثير منهم إلى التقاعد ويطالبون بمحاكمات لكل ضباط الشرطة الذين تعاملوا مع الانتفاضة ببعض العنف ويطالبون بمحاكمات سريعة لكل رجال الأمن الذين انسحبوا من الشارع وسمحوا للبلطجية بإشاعة الرعب والخوف في قلوب النساء والأطفال وكبار السن ويطالبون بمحاكمة معظم الوزراء الذين تبوئوا مناصب أثناء حكم الرئيس السابق مبارك ويطالبون بمحاكمة قيادات الحزب الوطني وحل الحزب والسيطرة على مقار الحزب ويطالبون بمحاكمات لكل رجال الإعمال الفاسدين في عهد الرئيس السابق ويطالبون بمحاكمة أعضاء مجلس الشعب الفاسدين ومحاكمة أعضاء مجلس الشورى الفاسدين ويطالبون بمحاكمة أعضاء المجالس المحلية الفاسدين وحلَ المجالس المحلية أسوة بمجلسي الشعب والشورى ويطالبون بتعيين محافظين جدد للمحافظات وتقديم المحافظين السابقين إلى المحاكمات ويطالبون بطرد كل رؤساء تحرير الصحف القومية وحل مجالس إدارات هذه الصحف ويطالب موظفي البنوك برفع إجورهم ومساواتهم بالبنوك الاستثمارية ويطالب موظفي الضرائب بمساواتهم بموظفي البترول ويطالب موظفي الحديد والصلب بمساواتهم بزملائهم بالهيئة العربية للتصنيع ويطالب المدرَسين بالمدارس الحكومية والأزهرية بمساواتهم بزملائهم العاملين بالمدارس الخاصة ويطالب معظم العاملين بالدولة بزيادة أجورهم ويطالب معظم العاملين في الإعلام بتغيير القيادات في هيئاتهم.
ووسط كل هذه الفوضى تحوم في الأفق بوادر فتنة طائفية ،والمراقب للمشهد عن قرب أو بعد يجد القوات المسلحة تغوص في غياهب ظلمات المحيط في ضوء الشموع وبلا شراع وبلا بوصلة تهديه إلى الصراط المستقيم .
وهنا وجب علينا النصح :
هذا الموقف لا يحتمل القرارات المتخاذلة بل وجب التقويم ولو بالقطع أو بالصدمات الكهربائية فمصر أمانة في أعناق من يقدَر حجم المخاطر التي تحيط بتخومها وأنا أطالب بإعلان الأحكام العرفية حتى تقف مصر على قدمها ويبلغ بعض المراهقين رشدهم.
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم