أبو تريكة وشمس لا تغيب

مشاهدات

عندما تنظر إلى الملاعب المصرية قلما تجد لاعب بإمكانيات محمد أبو تريكة من حيث الأخلاق والسلوك في الملعب وفى خارج الملعب ،لاعب تفخر بسلوكه وتتفاعل مع مهاراته ،وتصمت حين يتكلم لتستمع إلى فكر شاب متدين مهذب يمتلك الكثير من مقومات الصالحين ،وعندما تستمع إليه يأسرك بكلامه كما يأسرك بكرمه ،وحين تتبع خطاه منذ إن كان في نادي الترسانة ،تجده لم يتغير بالشهرة والإعلام وبريقه ولا بالمال ورونقه عندما أنتقل إلى النادي الأهلي ،وقد يعرف جميع المتابعين للملاعب الرياضية أن الكثير من اللاعبين يتغير سلوكهم حين تسلط عليهم الأضواء تجد اللاعب يبدأ بالسهر في الملاهي والنوادي ومصاحبة الفتيات في المراقص والبذخ والإسراف والبعد عن الأخلاق والبعد عن الله ،وربما يعتبر محمد أبوتريكة رمز من رموز الرياضة بل لا أكون مبالغا إذا قلت إنه قدوة لكثير من الشباب ونبراس ليهتدي به الشباب الذين تفتح لهم أبواب الثراء وتنزلق أقدامهم إلى الهاوية ،

لذلك أرجو من الإخوة المشاهير في الملاعب المصرية أن يكون لهم نصيب كبير في التبرع للفقراء والمساكين كلا في قريته ومدينته ولا ينسوا أن المال مال الله وهم مستخلفين فيه وليتذكروا أخوهم في الملاعب محمد عبد الوهاب لاعب النادي الأهلي الذي صال وجال في الملاعب ولم يتعدى عمره العشرين عام وكان يصرف على عدة بيوت في قريته ويصرف لهم مرتب شهري ،وسبحان الله فرغم صغر سنه إلا أنه بني لله مسجد في قريته ،وعندما وافته المنية بكت مصر كلها لوفاته فقد مات وهو في الثانية والعشرين من عمره ولم يأخذ معه إلا عمله ، وهنا نقول للاعبين اتقوا الله في ملايين الجنيهات التي تجنونها من لعبة لا تعود منفعتها على الدولة أو المواطن بالإنتاج فأنتم لا تزرعون أرض ولا تنتجون ولا تصدرون ولا تدخلون الجيش وفوق ذلك تحصدون الملايين ،فعلى الأقل أبنوا للفقراء مشاغل صغيرة تساعدهم على غلاء المعيشة ،أو وفروا عمل لآلاف الشباب العاطل عن العمل وحاصل على شهادات دراسية ، وليكون محمد أبوتريكة نبراس لكم في أفعال الخير الكثيرة التي يفعلها ،

وللعلم لن ينسى أحد لمحمد أبوتريكة ما فعله من أجل غزة حين فاجئ العالم واظهر لكل الكاميرات العالمية التي كانت تتابعه وهو يحرز هدف في كأس العالم للقارات بالتي شيرت الذي يلبسه وهو مكتوب عليه تضامنا مع غزة ،وللان لا ينسى فلسطيني ما فعله محمد أبوتريكة ولن يمحى من ذاكرتهم.

فلنتمنى لهذا اللاعب الخلوق كل التوفيق في القادم من حياته ،وأن يديم الله عليه الصحة والنعمة ليكون شمس لا تغيب للشاب الملتزم الخلوق الكريم الموهوب.

Posted in: كلام في الرياضة