من المسئول عن عدم تنفيذ الأحكام ؟ سؤال يجول في عقول المظاليم الذين حصلوا على أحكام ولم تنفذ رغم تواجد جهاز بوزارة
الداخلية مهمته تنفيذ الأحكام ، فكم عانى الكثير من صغار التجار بسبب شيكات تقدم
بها التاجر وتحمل الأعيب المحامين وعانى في المحاكم حتى حصل على حكم قضائي بحبس
صاحب الشيك الذي نصبَ عليه وبعد أن يحصل التاجر على الحكم يتلاعب به السادة الضباط
بجهاز تنفيذ الأحكام وكلما أخبرهم بمكان النصاب يجد من يخبر النصاب فيغير مكان
سكنه وتنتهي مدة التقاضي ويسقط حق التاجر والسبب فساد بعض منفذي الأحكام ،وينطبق
هذا التسيب والتخاذل من قبل هذا الجهاز في الكثير من القضايا فنجد صاحب الحكم
يقبَل أيادي وأقدام السادة الأفاضل المخبرين والأمناء والضباط لكي يتربصوا للحرامى
أو النصاب ويقبضوا عليه لكي يحصل صاحب الحق على بعض حقوقه ولا مجيب فالسادة
الأفاضل يفضلون بعض الورق الكبير من فئة المائة جنية من الحرامى أو النصاب على
عودة الحق لصاحبه واليكم موقف حدث مع زميل يدعى سامح :
حاصل على مؤهل
عالي وسافر إلى دولة خليجية وعمل بأحد البنوك وكون ثروة لا بأس بها ثم عاد إلى مصر
وأثناء وجوده تعرف على ضابط متقاعد وتوطدت العلاقة بينهم بسرعة وعرفه الضابط
بإسرته ودعاه إلى السفر معه إلى أحد الشواطئ بسيناء وأقنعه بأنه من كبار رجال
الدولة سابقا وأنه رجل أعمال الآن ويعمل في استيراد وتصدير السيارات بين دول
الاتحاد الاوربى وهو معرف هناك ولديه خبره كبيرة في هذا المجال، وصدَقه الأستاذ
سامح وسافر معه إلى فرنسا قام سامح بشراء عدد من السيارات باسم الضابط ثم قام
الضابط بالسفر مع الأستاذ سامح إلى هولندا لبيع السيارات وقام الضابط بالفعل ببيع
السيارات في هولندا ثم أخبر الأستاذ سامح بأن عليهم السفر إلى فرنسا حتى تنتهى
إجراءات البيع وتقوم الشركة بتحويل المبلغ لهم في فرنسا ثم عاد الاثنين إلى فرنسا ومضى
على وجودهم في فرنسا شهرين ولم تصل حصيلة بيع السيارات وأخبر سامح الضابط أن الإقامة
انتهت وعليه أن يسارع بتحصيل ثمن السيارات وبعد عدَة أيام قام الضابط بالإبلاغ عن الأستاذ
سامح لأنه بلا إقامة.
فقام البوليس الفرنسي
بترحيل الأستاذ سامح وعندما عاد إلى مصر أخبره بعض أصدقاء الضابط بأنه نصاب دولي ،وفور
علم الأستاذ سامح بهذه الأخبار اتخذ كل الإجراءات القانونية ضدَ هذا الضابط النصاب
،وبعد عدَة سنين حصل على عدَة أحكام ضدَ هذا الضابط وبمجرد أن علم أن الضابط جاء
إلى مصر أخبر جهاز تنفيذ الأحكام فقام بعض أفراد الجهاز بالتسلية به فكلما طالب
احد بالقبض على الضابط يأخذ منه ما يستطيع من المال ثم يخبر الضابط النصاب ليهرب
من مكانه وهكذا أنفق سامح الآلاف على أفراد وأمناء تنفيذ الأحكام ومضى أكثر من سبع
سنوات ولم ينفذ الجهاز الأحكام التي حصل عليها الأستاذ سامح وفى النهاية قام
الضابط النصاب بتلقين سامح بعض الدروس في البلطجة جعلته يوافق على التنازل عن
الشيكات في مقابل نصف المبلغ الاصلى ووافق سامح وهو يلعن القانون والقضاء ورجال
الجهاز إياه ،وهو يهيم الآن في العاصمة بلا هدف فقد دمرت الأحداث التي مرَ بها
حياته وأصبح لا يثق في أحد ،وهذه قصة من ألاف القصص التي تتكرر بسبب فساد الجهاز
التنفيذي.
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم