اختلف الكثير من الكتاب والسياسيين مع بعضهم البعض حول الانتفاضات في
البلدان العربية فمنهم من شخص الانتفاضات على أنها لا تتوحد في المطالب والغايات
وجعل كل انتفاضة حالة خاصة حسب:
· طبيعة الدولة وموقعها ونظامها الرئاسي
· مقومات شعبها من الموارد المالية
· أطماع الغير فيها وتغلغل الأيدي الأجنبية وتأثيرها في قراراتها السيادية
· مدى انصياع الدولة للضغوط الأجنبية
· قوة المعارضة في هذه الدولة
· تأثر أبناء هذه الدولة المتواجدون في الخارج بالمغريات والأفكار الغربية
· مدى تفاعل الشباب مع الفكر الغربي
· نسبة المتعلمين تعليم عالي بالنسبة للمجتمع
· مدى تعامل هؤلاء الشباب المتعلم مع التكنولوجيا الحديثة وتفاعلهم مع ما
تطرحه من أفكار
هؤلاء الكتاب والسياسيون يتخذوا موقف معادى لهذه الانتفاضات ويعتبروا
الشباب الذي تفاعل مع الإنترنت وصفحات الفيس بوك وغيرها من المواقع على الشبكة
العنكبوتية شباب مُضلَل وواقع تحت تأثير المؤامرات والأفكار التي تغذى مصالح بعض
الدول المعادية للعرب والمسلمين.
على العكس من ذلك نجد الكثير من الكتاب والسياسيين يعتبرون ما حدث ثورات
نابعة من ضمير الشعوب يغذيها الظلم الذي تعانى منه الطبقات الفقيرة والبطالة التي
تقضى على آمال الشباب والفساد الذي استشرى بين رجال السلطة وأعوانهم وأن الكبت
المستمر يولد الانفجار.
وهذا ماحدث بالفعل وأنتقل من دولة إلى أخرى كالنار في الهشيم وأن تأثير
الإنترنت وصفحات الفيس بوك كانت البنزين والوقود الذي يغذى النار لتستمر في توقدها
حتى تضئ سماء البلاد فيستمد منها الشباب الطاقة التي تعينهم على استمرار ثورتهم.
وهناك كتاب وسياسيون رفضوا تقييم ماحدث ورفضوا حتى التعاطي مع ما أنجزته الانتفاضة
أو الثورة حتى يمر الوقت الكافي لتتكشف الحقائق حول ما حدث، ومن وراء ما حدث ،ومن
هم اللاعبون الحقيقيون من وراء الستائر، ولمن كانت تعمل ولحساب مَن من الأجندات
المطروحة ،ومن كان الممول للأحداث.
وهكذا تفرق الكتاب والسياسيون إلى ثلاث فرق ولكل فرقة وجهة نظر تحترم رغم
أن الحدث واحد؟!!
ذكر ما سلف يُراد من وراءه إلى لفت النظر إلى أن المشهد الواحد ربما يراه
المشاهدين كلا من وجهة نظره حسب تفهمه للحدث ولا يتهم كلا منهم الأخر بالعمالة
للغير !ويتفهم كلا منهم لوجهة نظر الأخر.
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم