يتعجب المتابع للمواقف العربية على المواقف الشعبية أو الرسمية أو مواقف
الجامعة العربية من أي قضية قومية أو عدوان على قطر عربي أنها تنتهي عادة إلى
الشجب والتنديد وتشكيل اللجان التي تنبجس منها لجان تنبثق عنها لجان ترفع تقارير إلى
لجان ترفع توصيات إلى القيادة العليا للجامعة تقوم بدورها بنسخها وإرسالها إلى
وزارات الخارجية للدول العربية التي بدورها تشكل لجان ينبجس منها لجان ينبثق عنها
لجان يتمحور حولها حوار ينتهي إلى رفع تقرير للسيد رئيس الشئون الداخلية بمجلس الشورى
الذي بدوره يشكل لجنة ينبجس عنها لجنة ينبثق منها لجنة يتفرع منها حوار لكبار
المختصين يتحاورون ويتناقشون ويصدر عنهم تفهُمات وتوصيات يرفعونها بدورهم إلى
القيادة السياسية بلجنة مجلس الشعب للشئون الدولية فتقوم بدورها بتشكيل لجنة من
خبراء وزارة الخارجية السابقون لدراسة تقرير لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب ثم
ينبجس عن اللجنة لجنة ينبثق عنها لجنة يتفرع منها لجنة ترفع تقريرها إلى القيادة
العليا بأن موضوع التشاور انتهى بوفاة القضية وننصح بحفظ التقارير لانتهاء
الغرض من الاجتماعات.
وهكذا كانت تضيع معظم قضايا الأمة الإسلامية والعربية في ردهات جامعة الدول
العربية فبين خلافات الحكام العرب وتوجهات هؤلاء الحكام الذين يتحركون وفق مصالح
ضيقة شخصية أو وفق أجندات دولية لا تصب في النهاية في صالح شعوبهم تنتهي معظم
القضايا بالموت بإسفكسيا الحكام.
وما وصل إليه حال الدول العربية من تفكك وتمزق رغم الإمكانيات البشرية
والطبيعية والمادية التي حباهم الله عز وجل بها ورغم مساحة الأرض الشاسعة التي
يعيثون فيها فسادا لشئ يدعوا إلى الحسرة والبكاء على أمتا حكمت يوما العالم.
ويعتصر قلب كل عربي أن يجد ثلاثة ملايين يهودي يتحكمون في مليار و300 مليون
مسلم فتجد هؤلاء اليهود يضربون تونس بحجة
وجود بعض مواقع للمقاومة الفلسطينية ثم يضربون سوريا بسبب وجود مفاعل نووي للأغراض
العسكرية ثم ضرب موقع عسكري عراقي بحجة وجود مفاعل نووي ثم يضربون لبنان بسبب وجود
رجال حزب الله وللقضاء على بعض رجال المقاومة الفلسطينية ثم يضربون منذ يومين بور
سودان في السودان بسبب تواجد بعض رجال المقاومة الفلسطينية وهكذا تصل أيادي
المخابرات الصهيونية إلى كل مواقع وسماوات الوطن العربي دون تدخل من أحد ، ويحدث
كل ذلك والحكام العرب صامتون يتبعون نظرية لا أرى لا أسمع لا أتكلم ولن
أقاتل ولن أعادى إسرائيل وهكذا حال العرب نسوا الله فأنساهم أنفسهم وهانوا على
العالم.
فرحمة بالأجيال القادمة " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا".
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم