المراقب لما يحدث في الشارع المصري يجد تردى في السلوك وتردى في القيم
الإسلامية وانعدام للمسئولية تجاه الغير سواء كان هذا الغير رجل كهل أو سيدة حامل
أو رجل مريض أو ضرير يريد عبور الطريق أو جار يحتاج لعون أو معونة أو جار مسن يحتاج
لمن يراعى ظروفه أو بعض الأسر التي تربَى أيتام ويحتاجون الى من يشعرهم بحنان الأب
أو سيدة أرملة تعيش بمفردها وتحتاج الى من يساعدها ماديا أو رجل كبير السن يتعرض
للضرب من سائق مكروباص ويريد من يتدخل ليحميه ،
هذه المواقف كانت تتجلى فيها أخلاق المسلم ،
فماذا حدث للمسلمين الآن ،
فمنذ أيام تطالعنا بعض الصحف عن بعض الشباب يخطفون فتاة من الطريق العام
أمام المارة ويرغمونها على الركوب معهم في سيارة وتستغيث الفتاة بالمارَة ولم
يخلصها أحد ولم يتدخل أحد رغم أن البلطجية لم يكن معهم سوى بعض الأسلحة البيضاء
فأين المروءة والشهامة والقيم الإسلامية التي تدعوا الى إغاثة المستغيث،
ونجد في صحيفة أخرى بعض الإخوة يرفضون زواج أختهم التي تعدى سنها الثامنة
وأربعين عام وتعيش بمفردها في شقة العائلة وكانت ترجوا أن تجد في أخر أيامها من
تتحدث إليه أو يشعرها بإنوثتها وتتكئ عليه فيما تبقى لها في هذه الحياة،
ولكن الإخوة الثلاثة يطمعون في مدخرات أُختهم وفى شقة العائلة التي تمثل
لهم ثروة واضطرت الظروف الأخت الى الاتصال بصحفي في أحد الجرائد المعارضة وأطلعته
على ظروفها أنها لم تنل قسط من التعليم بسبب تفرغها لرعاية أمها لعدم تفرغ أحد من
أخواتها وزوجاتهم لرعايتها واهتمام كل واحد منهم بأسرته وأولاده ورفضهم الدائم لكل
العرسان الذين كانوا يتقدمون لخطبة أُختهم،
وبعد وفاة والدتهم وحصول الأخت على
معاش الوالدين تخوف الإخوة من أن يأتي عريس لإختهم ويأخذ مدخراتها ويأخذ شقة
العائلة ،فتكاتف الإخوة على هدف واحد وهو عدم تزويج أختهم والحفاظ على شقة العائلة
ومدخرات الأخت ،
وبعد أن استمع الصحفي لحديث الأخت نصحها بأن تشعرهم بالخجل لعدم وقوفهم
معها طوال سنوات حياتها وتخبرهم بأنها تنوى السفر للحج عن طريق جمعية إسلامية ومع
صحبة آمنة وأنها سوف تحج سياحي مهما كلفها ذلك من مال ،
وبمجرد إخبار الأخت لإخوتها برغبتها في السفر للحج هاجوا وثاروا واتهموها
بالسفه والعته وهددوها بأنهم سوف يقاطعونها ولن يدخلوا لها بيت إذا أقدمت على هذه
الفعلة، ألهذا المستوى وصل الجشع والطمع بين الأهل والأخوة ،كان من الأولى أن يلح
الأخوة على أختهم أن يزوجوها لتعيش ما تبقى لها في الدنيا في نعيم وسكينة وأن
يطالبوها بالسفر مع زوجها للحج طالما تستطيع ماديا وصحيا معاناة السفر ،وبما أنها
لم تتزوج نتيجة طمع أخواتها فلماذا لا يسعون لسفرها للحج ليكفر كلا منهم عن بعض
الغبن والظلم والجور الذي أوقعوه بأختهم.
وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ
بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ))صدق الله
إن المتابع لما تقصه الصحف كل يوم من قضايا تعج بها المحاكم لشئ يدعوا
للبكاء،
ابن يرمى بأمه في عرض الطريق ليتزوج في الشقة،
وابن يضع والده في دار للمسنين ولا يسأل عنه طوال عشر سنوات ،
بنت تذهب بأمها المسنة والفاقدة للذاكرة الى أحد المستشفيات وتتركها في
صالة الانتظار وتهرب.
عم يقتل أولاد أخيه للحفاظ على الأرض الزراعية من الضياع ،
جار يعتدي على حليلة جاره بدلا من أن يصون عرضه في غيابه ،
أخوة يحاربون بعضهم البعض من أجل الترشح للانتخابات.
هكذا عزيزي القارئ عندما تطالع الصحف تصاب بالاكتئاب وتشعر أن الإسلام
مظلوم في هذه البلد ،الإسلام الذي يدعوا الى مكارم الأخلاق والى حسن المعاملة والى
الصدق في
القول والعمل والى الإحسان للوالدين والى التوصية بالجار.
قال رسول الله
(ص)((ما زال يوصيني جبريل بالجار حتى ظننت أنه سيورثه))
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم