كان فرج رجل من طراز خاص فهو ضخم الجثة قوى الشكيمة ترتجف عندما يصيح في
وجهك يخشاه الفتيان من صباه يحب الأذى كحبه للفاكهة التي يعشقها، كانت حياته في
صباه وشبابه رغدة وكانت طلباته مجابة من والده اللواء السابق بالشرطة وكانت والدته
سيدة الأعمال لا تحرمه من شئ وكانت له أخت واحدة متزوجة من رجل شرطة وهى حاصلة على
مؤهل عالي ولكنها لا تعمل بتعليمات من زوجها ،وكانت معظم أوقات فرج يقضيها في النادي
القريب من منزلهم بالمنطقة الراقية بالقرب من إدارة سيادية مهمة وكانت علاقة والده
القوية والحميمة بهؤلاء الضباط الذين يرتدون لباس مدني تجعلهم يتحدثون مع فرج
كثيرا ويتسامرون معه في النادي ويطالبونه بالاهتمام بالتدريبات القوية فربما تسعده
الأيام ويعيد مجد والده في هذه الإدارة.
كان فرج يتمنى أن يكون مثلهم عندما يكبر ،وبعد حصول فرج على شهادة الثانوية
العامة تقدم إلى كلية الشرطة وقبل على الفور ومن أول يوم له في الكلية شعر جميع
الطلبة أنه خشن الطباع ويعشق حلبة الاشتباك ويحب الرماية ومتفوق في كل المواد
العملية كما لاحظ الطلاب أن قيادة الكلية تعامله معاملة خاصة لكثرة التوصيات عليه.
وفور تخرج فرج من الكلية عمل بمحافظة سوهاج لمدة ثلاث سنوات في المباحث
الجنائية وكانت تقديراته أثناء هذه المدة جيد جدا حتى جاء يوم خرج فيه للقبض على
عصابة من ثلاث رجال اغتصبت فتاة في الرابعة عشر من عمرها ولعلم المأمور بمدى كره
فرج لهذه الأنواع من الجرائم وحفاظا على أرواح الجناة كرر المأمور الأمر لفرج بعدم
استخدام القوة مع الجناة حفاظا على هدوء القرية التي ينتمي إليها المشتبه بهم ولم يكتفي
المأمور بذلك بل أوصى الضباط المرافقين بمنع فرج من الاعتداء على الجناة.
ولكن فرج بمجرد أن القي القبض على الجناة وضربهم فأقروا له بفعلتهم أمسك
بأكبرهم حجما وانهال عليه ضربا باليد والقدم لعدة دقائق مما جعله على حافة الموت
وتم حبسهم في القسم وما هي إلا دقائق ولفظ المجني عليه أنفاسه وتم التحقيق في
الحادثة وقيدت هبوط في الدورة الدموية وتم معاقبة فرج بالنقل إلى جهة أمنية سيادية.
ومن هنا تغيرت حالة فرج فقد أصبح ضابط يشار إليه بالبنان بين الضباط ويعرف
عند القيادة بالضابط الغول ،وشاعت شهرة فرج بين جميع أجهزة الإدارات الأمنية حتى
تم استدعاءه ذات يوم من قبل الوزارة ليخدم في جهة مدنية ورفض فرج تنفيذ النقل.
فمن هنا بدأت المتاعب تطارده وتم نقله إلى أحد أقسام الشرطة وتسلم فرج عمله
وهو كاره له فهو يريد العودة إلى الجهة السيادية التي كان يعمل بها وينال من خلال
عمله بها كل ملذات الحياة من وجهة نظره.
وفور تسلم فرج لعمله في دائرة القسم الذي انتقل إليه قلت الجرائم إلى النصف
لعلم الجميع بالقوة المفرطة التي يستخدمها فرج في تعامله مع المجرمين ، وبعد قضاء
فرج حوالي سبع سنوات في القسم تقدم بطلب ليعود إلى الجهة الأمنية السيادية التي
كان يعمل بها ومع خروج الرتبة التي كانت غاضبة عليه من الخدمة عاد فرج إلى عمله
بهذه الجهة وكانت الإدارة التي يعمل بها ممهدة ليكون فرج من أفضل القيادات بها
وشعر فرج بعد عامين من العودة لعمله بأنه فوق القانون وأشاع الرعب في قلوب من
يرميهم حظهم العاثر في طريقه وعاث في الأرض فسادا فكان لا يترك فتاة أو امرأة
جميلة تفلت من تحت يديه وكان عنده مائة طريقة ليجبرها على الانصياع لرغباته حتى
أصبح يحتفظ بقاموس من الأفلام والذكريات
عن كثير من الفتيات والنساء ليجعلهم طوع بنانه.
وذات يوم وهو يمارس هوايته
في ضرب أحد المتهمين علم أن له أخت غاية في الجمال فذهب بنفسه مع قوة ليقوم بالقبض
عليها فهو يعشق النساء وضرب المعتقلين فخرج عليهم جمل من طريق جانبي وهو
يقود السيارة بسرعة عالية فانقلبت السيارة ولقي جميع من فيها حتفهم عدى فرج فقد
أصيب بكسر في العنق أقعده على كرسي متحرك ولم يزوره في المستشفى قياداته سوى مرتين
فقط وزاره زملاءه مرتين أيضا وظل فرج وحيدا في فراشه طوال تواجده في المستشفى لم
يقوم بزيارته سوى أخته وزوجها ،وبعد عدَة شهور عاد فرج إلى بيت والديه وهو على
كرسي متحرك وتخدمه امرأة من قرية والديه وهنا أدرك فرج أن ساعة الحساب قد حانت ، وأن
عليه أن يكفر على ما مضى وندم فرج أشد الندم وعزم على إصلاح ما أفسده وانتهت حياة
فرج وهو يتحرك ما بين منزله والنادي ومنزل زوج أخته ،وأصبح يطلق على نفسه حبيس
المجلسين، الكرسي والنادي.
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم