لعمرُك ما في الحياة جديد

مشاهدات

أقسم هلال وأخيه هيثم بعد تعرض أختهم هدير للضرب والاهانات والتحرش من جهات أمنية سيادية ليقوم إخوتها بتسليم أنفسهم لهذه الجهة وشاع خبر القبض عليها في قريتها مما أضرم النار في الهشيم فقام أهل القرية مع عشيرتها بإشعال النار في بعض المؤسسات الحكومية مما أدى إلى الإفراج عنها بعد عدَة أيام من هذه الاضطرابات وعادت هدير إلى عملها في جريدة معارضة وفى الليل وُجدت هدير مقتولة في سيارتها وكانت الدلائل الأولية تدل على عملية هتك عرض ومقاومة من الضحية مما حذا بالقاتل إلى قتلها ولكن هذا التصور لم يقنع أهل هدير مما جعلهم يقدمون شكوى للنائب العام الذي بدوره منع النشر في هذه القضية لحين الانتهاء من التحقيق وبعد عدَة شهور تم حفظ التحقيق وقيدت القضية ضدَ مجهول وعادت الأجهزة الأمنية السيادية تطارد الأخوين هلال وهيثم وتعرض الأخوين للكثير من المضايقات في رزقهم مما أجبرهم على عدم المكوث في مصر طويلا وأنهم في أول فرصة سوف يغادرون البلاد إلى دولة عربية للتخلص من هذه المطاردات وعلى الفور باع الأخوين بعض ممتلكاتهم لتجميع بعض الأموال التي تساعدهم على السفر وبالفعل بدأ الأخوين في عرض ورشة الخراطة للبيع فعلمت الجهة الأمنية بأنهم سوف يغادرون البلد فتم اعتقالهم والزج بهم في غياهب السجون لاثني عشر عام والسبب مبهم فلم توجه لهم تهم بعينها ولكن التهمة الجاهزة الخطورة على الأمن العام.

وأمضى هلال وأخيه هيثم الأثنى عشر عام في المعتقلات ونالهم من التعذيب الجسدي والنفسي ومنع الزيارات ما أثر على حالتهم الصحية حتى وفق الله عز وجل أحد المحامين الحقوقيين برفع دعوى للنائب العام وبعد دراسة الحالة أفرجت عنهم الوزارة على أن لا يغادروا البلاد.

وما هي إلا أيام وقامت انتفاضة الشعب المصري فأعادت للبلاد بعض الكبرياء والحقوق التي اغتصبتها السلطة التي كانت تعامل الشعب معاملة العبيد،وعادت البهجة إلى قرية هدير وأقام أهل القرية لها العزاء وقام أخويها هلال وهيثم بتلقي واجب العزاء بأنفسهم في استشهاد أُختهم واحتسبوا مدَة اعتقالهم جهادا في سبيل الله عز وجل،

"لا تظلمنَ إذا ما كنت مقتدرا فالظلم يرجع عقباه إلى الندم تنام عيناك والمظلوم منتبها يدعوا عليك وعين الله لم تنم"   

Posted in: أراء وتحليلات سياسية (بقلم أبو عمر)