غريب حال الأمة العربية حين يسير الحكام في ركب الغرب ويصبحون دُمى يحركها
الغرب وفق مصالحه ،تثور الشعوب على حكامها مطالبة الحكام بالاستقلال عن الغرب وعدم
الانصياع لمخططاته وأهدافه وترفض الشعوب المنح التي يقدمها الغرب في مقابل تنفيذ
الحكام للسياسات المرسومة لهم.
وعلى العكس مما سلف وجدنا الشعوب في بعض الدول العربية تستغيث بالغرب
للتدخل لصالح الشعوب وتخليص الشعوب من حكامهم بل وصل الأمر إلى مطالبة بعض
المعارضين في هذه الدول بالتدخل العسكري الغربي ضدَ بلادهم من أجل إسقاط الحاكم
ومن أجل مصالح حزبية أو فردية لبعض المعارضين الجالسين في الغرب والمتشبعين بالفكر
والأخلاق الغربية.
وهنا يذهب عقل الحكيم ما هذه التناقضات وأين المؤسسات التشريعية والتنفيذية
في هذه الدول المنتخبة من قبل الشعب لتتحاور وتحمل وجهة نظر الشعب إلى الحاكم بل
هذه المؤسسات هي المنوط بها تنفيذ رغبات الشعوب ومراقبة السلطة التنفيذية.
وكان الأجدر بالشعوب بدلا من الاستعانة بالغرب أو تنفيذ أجندات أجنبية
بالتخريب والفوضى كان الأجدر أن تنقلب الشعوب على ممثليها في هذه المجالس وتسقطهم
وتأتى بالأعضاء الشرفاء الممثلين لهم بحق.
بصراحة يعز على المرء أن يجد المسلم يقتل المسلم في ليبيا ثم تتصاعد الأمور
ويتدخل حلف الناتو ويتم قتل المسلمين بلا تمييز وإشعال حرب أهلية في قُطر عزيز هو
ليبيا والمراقب للأحداث يجد دولة اليمن تقترب من نقطة اللاعودة وتنزلق البلاد إلى
التقسيم أو حرب أهلية.
وكالعادة المعارضة تشعل الأحداث وتتخذ لها من إقامتها في الغرب منابر لحث
الغرب على التدخل في اليمن ضدَ الرئيس على عبد الله صالح وحين يتدخل الغرب يتم
تدمير مقومات الدولة وبذلك تخرج اليمن من حساب القوة مع إسرائيل وبذلك يتم إضعاف
الدول العربية الواحدة تلو الأخرى وربما يدخل هؤلاء المعارضين في الخارج على فوهات
المدافع ليركبوا السلطة وليذهب الشعب للجحيم.
يا مسلمين مهما كانت اختلافاتنا مع حكامنا يجب أن تكون تحركاتنا في حدود
القانون وبلا تخريب أو تدمير للمؤسسات والمصانع والمقار الحكومية ففي النهاية
الشعب هو من يدفع ثمن هذه الخسائر.
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم