أجمل ما في الحياة ذكر الله والصلاة فرغم ملذات الحياة الكثيرة ورغم سنين
العمر الطويلة ورغم تقلبات الدنيا بين الأفراح والأتراح ورغم أيام العز التي كان
يتقلب فيها الإنسان بين رغد العيش وأيام السقم التي كان يناجى فيها الإنسان ربه عز
وجل لكي يمنَ عليه بالشفاء فبين هذا وذلك لم يكن للإنسان ملجأ يأوي إليه بعد عناء
يوم عصيب أو ملجأ يأوي إليه طالبا الغوث من أوجاعه سوى ذكر الله عز وجل ،
فعندما يذكر الإنسان الله عز وجل تسكن جوارحه ويطمئن قلبه ويشعر بالأمان
والألفة مع الكون ولا يشعر بالخوف أو القلق بل يندمج مع تسبيح الكون ويمتزج مع
ترانيم المخلوقات،
ويزداد سمو الإنسان عندما يلجأ في
جوف الليل إلى الصلاة فقد علمتني سنين العمر الطويلة أن قرَة عين الإنسان المؤمن
في الصلاة فحين تغلق في وجهك الأبواب وتوصد في وجهك المسالك وتكفهر في وجهك الوجوه
ويضيق الرزق وتضيق عليك الأرض رغم اتساعها ويضيق صدرك حزنا على عزيز فارقك أو
تتزايد ضربات قلبك خوفا من شئ مجهول حين ذلك عليك بالصلاة وكن على يقين أنك بمجرد
أن تقف بين يدي الله عز وجل وتقول أهدينا الصراط المستقيم تقولها بيقين في قدرة
الله عز وجل على نصرتك تقولها وأنت واثق أن الله سوف يفرج كربك وأن الله سوف يوسع
رزقك وأن الله سوف يبدلك خيرا مما أخذ منك وتعلم أن الله يفرح بتوبة العبد بل
ويباهى به ملائكته ،
إن القلوب لتصدأ وجلاءها تقوى الله عز وجل ،
عزيزي القارئ هذه دعوة إنسان تعلق برحمة الله بعد سنين من البعد عن الله عز
وجل إنسان أمهله الله عز وجل سنين طويلة ومنحه مائة فرصة للعودة إليه وعندما عاد
إلى ربه تعرف لأول مرة على مذاق عظمة الطاعة وجمال العبادة وروعة الطمأنينة ونقاء
السريرة مع كل ركعة يركعها لله عز وجل ومع كل سجدة يجسدها لله عز وجل، والغريب أن
الإنسان من طباعه أن يحجب عن الناس الأشياء التي يحبها لكي يستمتع بها وحده دون
سواه إلا الأحباء في الله عز وجل فهم يحبون أن تشيع بينهم محبة الله عز وجل بل
ويسعدهم ويشعرون بالغبطة عندما يسرَون لبعضهم البعض على مواضع القربى من الله ، فلا
تحرمني أخي القارئ من ثواب ركعتين تقوم فيهم لله تطيل فيهم السجود وتدعوا الله عز
وجل لك وللإسلام والمسلمين ،
وفقنا الله وإياك لما فيه خير البلاد والعباد.
((فَفِرُّوا
إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ))صدق الله
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم