ما كاد
الناس تطمئن لإيقاف نشاط كرة القدم بعد فضيحة مباراة الزمالك والأفريقي التونسي
وما أعقبها من أحداث أدَت إلى الإساءة لسمعة مصر في القارة السمراء والعالم العربي
وكادت تؤدى لمقتل العديد من لاعبي تونس لولا لطف الله عز وجل ،
وهنا
توعد السيد رئيس الوزراء عصام شرف بتأجيل الدوري العام إلى أجل غير مسمى للحفاظ
على أرواح الشباب واللاعبين والنظر في موقف الجيش من تدعيم الأمن في مباريات كرة
القدم،
وقام السيد رئيس الوزراء بعمل اجتماع مع
المختصين من رجال إتحاد الكرة وأصدر قرار بتأجيل الدوري أذيع في كافة القنوات
المحلية والفضائية ومعظم الصحف القومية والحزبية ،
وهنا
شعر المنتفعين من كرة القدم بأن هذا القرار سوف يحرمهم من الملايين التي يجنونها
من الإعلانات والبرامج الحوارية الرياضية والتعليق على المباريات والمقالات
الصحفية ،
وهنا
تجمَع السادة أصحاب القناوات الرياضية وهم كُثر والمعلقين وهم أكثر والنقاد
الرياضيين وأصحاب الصحف الرياضية ورؤساء وأعضاء مجلس إدارات بعض الأندية والعاملين
في المجال الرياضي ،
وتم
الضغط على السيد رئيس الوزراء وأقنعه هؤلاء المنتفعين بأن مصر لو استجابت للخوف من
الفوضى وأوقفت الدوري بناءا على بعض الخروج على الأمن فسوف يعتبر ذلك ضعف من جانب
الحكومة ويتم تعميم الفوضى في كثير من المواقع الإنتاجية والتعليمية ،
وهنا
ترضخ الحكومة لهؤلاء الفوضويون وتوقف التعليم والعمل في المؤسسات الحكومية بحجة
عدم توافر الأمن ،
ثم
أقنع هؤلاء المنتفعين من الرياضة الذين يقبضون الملايين السيد الوزير بالعدول عن
قراره (المدروس بعناية ) ليرضخ لمطالب هؤلاء
المنتفعين الذين لا يعنيهم أرواح الناس ولا حماية المنشآت ولا تعكير الأمن العام
بل كل ما يعنيهم هو أن يحصلوا على الملايين من تنقلهم بين القنوات المحلية
والفضائية للتعليق على مباراة هنا وآخري هناك وحوار هنا وآخر هناك ومقالة هنا وآخري
هناك ثم يتسامرون ويضحكون ويحملون الأظرف الملغمة بالأموال وينصرفون وليذهب الشباب
إلى الجحيم،
المهم رضخ
السيد الوزير عصام شرف لمطالبهم باستئناف الدوري في موعده ،
وهنا يتساءل
الكثير من الحكماء هل كان القرار الأول بتأجيل الدوري غير مدروس ومتعجل فهذا يدل
على عدم نضج من أصدره.
أم
مصالح السادة المنتفعين من عودة مباريات الدوري أهم من أرواح الشباب الذي إن حدث
خروج عن الروح الرياضية سوف يكون هو وقود هذا الخروج وهنا سوف نحمل السيد رئيس
الوزراء مسئولية تعريض أمن المواطنين للخطر ، وسوف يكون مُطالب سيادته بتفسير عم ما
حدث ؟ وسوف يقدَم استجواب لسيادته عن الأسباب وراء خضوعه لمطالب الرياضيين
المنتفعين بالرياضة !!
وحين
ذلك سوف نطالب باسم الديمقراطية وأن ليس هناك احد فوق القانون بأن يقدم للمحاكمة.
فمن
أجل أن لا تكون التجربة على أرواح الشباب نطالب السيد رئيس الوزراء عصام شرف
بالعودة إلى الرشد وتحكيم العقل وتأجيل الدوري إلى أجل غير مسمى فهناك ما هو أهم
ألف مرة من لعبة كرة القدم .
فلتهتم
الحكومة بملايين العاطلين ،والزراعة والصناعة والصحة والتأمين على العاطلين
والمعاشات للأرامل وكبار السن والأيتام وتزويج الشباب الذي يتعرض للفتن ليل نهار ،
وحين ننتهي
من كل مشاكل المجتمع فلنرفَه عن الشعب بلعبة كرة القدم بل سوف نطالب بإنشاء نادي
لكل مواطن بل سوف نطعم الوحوش في البراري.
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم