يقول الحكماء دائما إذا أردت أن تقوم بثورة بيضاء فعليك ألا تجعل عدوك في زاوية الحائط بل يجب أن تجعل له منفذ يهرع إليه فلا تجبره على القتال.
سردت ذلك من أجل تذكير الشارع السياسي بأن الاختلاف بين السلطة والشعب ليس خلاف عدائي أو معركة بين خصمين يقتل فيها القوى الضعيف إنما خلاف على أسلوب القيادة واعتراض على فساد بعض حاشية السلطة وعلى كنز الثروات في أيدي بعض رجال الدولة ورجال الأعمال وتدنى الأجور والمرتبات لباقي الشعب مما جعل الفوارق الاجتماعية تتزايد بين الأغنياء والمساكين والفقراء والمعدمين وفى مقالة سابقة حذرنا الحكومة والقيادة الحاكمة بأنه إذا كان الجوع كافر فالفقر أشد كفرا.
إذا الانتفاضة ليست بسبب العداء للسلطة وإنما لتصحيح المسار الديمقراطي والدستوري والسياسي بين السلطة والشعب.
فمن أجل انتقال آمن للسلطة وعدم تعرض مصر لمزيد من الفوضى والقلاقل يجب ألا نجبر السيد الرئيس على الشعور بأن ظهره للحائط ولا يشعر بالأمن على نفسه وأهله مما يجبره على استخدام الموالين له من القيادات الأمنية والعسكرية وحين ذلك نقول على البلد السلام وتتحول مصر إلى لبنان آخر.
فيا حكماء مصر يمكن أن نكسب بالتفاوض ما لم ولن نكسبه بالسلاح والمعارك.
حفظ الله شعب مصر ووفق حكماءها لما فيه تجنيب البلاد والعباد سفك الدماء.
كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يطوف بالكعبة، وهو يقول: ما أطيبك وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند اللَّه حرمة منك ماله ودمه وأن يظن به خيراً)) صدق رسول الله
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم