عايشت البذور الصغار والصبية والفتية بالمملكة عدَة سنين فهالني ما وصل إليه حال المدرس المصري من مهانة في مدارس ومعاهد المملكة والتفرقة في المعاملة بين المعلم المصري القدير الذي تحمل عبء الرقى بالتعليم في المنطقة العربية على مدار أربعين عام لم يكلَ ولم يملَ وتخرج على يديه الكثير من الأجيال التي تملك زمام القيادة في هذه المنطقة العربية الآن .
حيث أن المعلم المصري لا يلقى نفس المعاملة التي يلقاها بعض المدرسين من خارج مصر أو من خارج الوطن العربي أو المدرسين من أهل الكتاب.
ويتساءل الكثير من المعلمين في دهشة عن سبب هذه التفرقة في المعاملة فلا تجد إجابة، ورغم أن المدرس والمعلم المصري لم يحصل على وضعه المالي والاجتماعي بل وعانى من بعض الاضطهاد بين رفاقه من المدرسين من الدول الغير عربية، ومع ذلك لم يتذمر وقام بما يمليه عليه ضميره وواجبة الاسلامى تجاه دولة إسلامية وشعب نحبه بالفطرة ولا نرجوا من وراء عملنا معه سوى إرضاء الله ولقمة العيش الكريمة الحلال .
فهل هذا كثير على من ضحى بالبعد عن أهله وأولاده وبلده وفضل البقاء لتعليم أبناء المملكة ليس تفضلا منه ولكن حبا لهم.
وسوف أسرد لكم موقف يتكرر كثيرا كلما رغب بعض الطلاب من طرد بعض المدرسين المصريين الجادين في عملهم، فيعمد الطالب إلى افتعال مشاجرة مع المدرس أمام بعض الطلبة من زملاءه ويتطاول على المعلم فما يكون من المعلم إلا أن يطرده من المحاضرة فيتطاول الطالب عليه ويخرج الطالب من المدرج وسط سخط وهرج من الطلبة الزملاء ويقدم الطالب شكوى إلى إدارة المدرسة .
ويتكرر هذا الموقف من عدَة طلبة حتى تستدعى إدارة المدرسة المدرس المشار إليه وتنذره بإلغاء تعاقده إذا استمر في هذا النهج أو جاء للإدارة شكوى أخرى ،وهنا يخشى المعلم الاحتكاك بالطالب وتزيد الضغوط عليه من قبل الطالب حتى يقوم المعلم بالشجار مع الطالب وهنا تسرع الإدارة إلى التفريط في المعلم دون النظر إلى من المخطئ ومن وراء هذه الأفعال من الطلبة أو المدرسين المنافسين الذين لهم سطوة على الطلبة ويصبح هناك قاعدة ثابتة عند الطلبة تقول للمدرس المراد الإطاحة به إضربنى شكرا !!
فهل تتنبه المملكة إلى حجم الظلم والغبن الذي يتعرض له المدرس المصري رغم حبه الجمَ للمملكة وأهلها وحرصه على التواجد بجوار رسول الله (ص) وأن يُحسب له تاريخه الكبير في المساهمة فيما وصلت إليه المملكة من تقدم ورفاهية .
وفق الله خادم الحرمين لرفع الغبن والظلم عن كاهل هؤلاء المحبين للمملكة وأهلها.
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم