بدأت عجلة الإصلاح والتغيير وتقبلت القيادة الحاكمة مطالب الإصلاحيين وتطلعات الشعب، فلماذا نقيد أيدي وأرجل المؤسسات الحكومية وما الهدف من الإضرابات ولاسيما أن بعض دول العالم تتربص بمصر وهل هناك من يساعد هؤلاء المتربصين بمصر وشعبها ؟
إذا من وراء إضراب ثلاثة ألاف موظف وعامل بهيئة قناة السويس ولمصلحة من إحراج مصر دوليا وإظهارها على أنها عاجزة عن تسيير دفة الأمور بمرفق هام وعالمي كهيئة قناة السويس!
وهل يريد هؤلاء المضربين أن تتدخل بعض الدول العظمى في العالم وتطالب بتدويل تسيير قناة السويس أو أن تتدخل الأمم المتحدة وتطالب مصر بتسليم إدارة قناة السويس لهيئة دولية لتدير القناة بحجة أنها ممر مائي عالمي وتعطيله يوثر على الاقتصاد العالمي !
هل يريدون بإضرابهم إحراج الحكومة وخاصة أننا نعيش على الاستيراد؟
و هل يدرك هؤلاء العمال و الموظفين المضربين حجم الخسائر الناجمة عن هذا الإضراب؟ ألا يعلم هؤلاء أن دخل القناة يُعتبر المصدر الثاني للدخل القومي من العملات الأجنبية؟
وهل هذا وقت المطالبة بزيادة المرتبات أم ننتظر حتى تدرس الحكومة حالة كل فئة على حدا.
وفى نفس الوقت نجد من يطالب بالعصيان المدني، هل يعي أصحاب هذا النداء معنى العصيان المدني وكم يؤثر على الاقتصاد المصري في اليوم الواحد وكم يؤثر على الأمن القومي وقدرة الحكومة على الإمساك بمقاليد الأمور في الدولة؟
المتابع للأحداث المتلاحقة الأخيرة يبصر أن هناك يد خارجية تعبث بالأمن القومي الداخلي وهناك من يساعد في الداخل عن قصد أو عن جهل وأمية.
وفى نفس الوقت نجد بعض عمال الشركات والمصانع تعطل خطوط الإنتاج حتى يتم تلبية مطالبهم بزيادة رواتبهم.
وفى نفس الوقت نجد إضراب بعض هيئات التمريض معرضين حياة المرضى للخطر!!
وفى نفس الوقت نجد بعض رجال وشباب العشوائيات يهاجمون مباني المحافظات مطالبين بتسليمهم مساكن فورا!!
ثم ما الهدف من إضراب عمال النظافة و عمال الري و عمال الصرف الصحي و الاتصالات و غيرهم؟
والغريب والعجيب أن المحتاجين وغير المحتاجين الكل يتسابق ليأخذ ما يحق له وما ليس له و اختلط الحابل بالنابل.
وفى يوم وليلة أصبحت المظاهرات والإضرابات موضة في الشارع المصري الكل يهرع إلى الشارع ليثبت أنه يستحق أن يكون ضمن وفود التفاوض،
وحسبي الله ونعم الوكيل فيمن زرع في عقول الشباب أنهم أبطال وعلوج من المغاوير ومن محرري العبيد.
يا مسلمين التفاوض له رجاله والمطالب لها سقف تقف عنده ،فأنتم لا زلتم مختلفين على من يمثلكم وتفرقتم إثنى عشر فرقة، فوحدوا صفوفكم ثم قدموا ورقة إصلاحات ومطالب تتفاوضون بناءا عليها،والى أن يحدث ذلك اتركوا شعب مصر الطيب يعيش في أمن وطمأنينة يرحمكم الله .
(( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ )) صدق الله .
وفى النهاية نخلص إلى أن المظاهرات السلمية جائزة وفيما يتعلق بالإضراب لا لا لا لا لا لا لا يجوز. فرفقا بشعب مصر ارحموا ضعفنا ولا تستهينوا بعقولنا.
وللحديث إن شاء الله بقية
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم