16‏/07‏/2011

الغول والعبقري الصغير

كانت جمهورية أرجوان من الجمهوريات الصغيرة في المساحة والكبيرة في عدد السكان والثرية في ما أتاها الله عز وجل من معادن نفيسة وكانت هذه الجمهورية تعوم على بحر من البترول وكان يحكمها رجل يكنى بالغول لكثرة فتكه بأهل البلد وكان وزراء الدولة لهم قلوب قاسية يعشقون تعذيب الناس ويحتكرون ثروات البلد لهم ولأسرهم وكان الرئيس الغول يعشق النساء ويتزوج البنات جماعات ويطلقهن جماعات ولا يعاشرهن أكثر من أسبوع ثم يتخلص منهن بالطلاق ويتزوج غيرهن بالإكراه أو بالرضا وكان ينفق معظم موارد الجمهورية على نزواته وشهوات وزرائه.

وكان الرئيس الغول لا يعلم عدد أولاده من كثرة زيجاته وذات يوم وهو يحتفل بيوم جلوسه على كرسي الرئاسة كما هو معتاد سنويا حيث يتم دعوة الفتيات الاتي لم يتعدى عمرهن التاسعة عشر فيقدمن بعض الفقرات الراقصة أمام الرئيس الغول ليتخير منهن العدد الذى سوف يتزوج به على مدار أيام السنة ،وصادف أن كان من بين الفتيات فتاة تدعى سحر وكانت على قدر كبير من الجمال وكان يصاحبها أخها الصغير شهاب الدين وكان سنه لا يتعدى العشر سنوات وكان هذا الصبى الصغير مشهود له بين أقرانه بالحكمة والنبوغ والذكاء الفطري.

وما أن بدأت مراسم الاحتفال وجاء الرئيس في حاشيته بدأت الفرق الراقصة في التدفق على المسرح تباعا وما أن جاء الدور على سحر لتتقدم مع زميلاتها للمسرح لتقدم العرض الراقص حتى أبصرها الرئيس الغول وعلى الفور طلب من رئيس ديوانه وضع هذه الفتاة في مقدمة البنات التي يريد أن يتزوجهم اليوم وليس غذا.

وما أن انتهت الحفلة إلا وأحاط الحرس بالفتاة واقتادوها الى مضجع الغول الذى وعدها بالزواج منها بعد أن ينتهى من مضاجعتها وأن ذلك فيه شرف لها ولأسرتها ولوليدها، وفور أن أفاقت سحر من الصدمة رفضت أن يكون الغول زوجا لها وأخبرته أنها لن تتزوج سوى من يتعلق به قلبها وفى وجود أسرتها ،وهنا تغير وجه الرئيس وطالب النساء المسئولات عن أمور النساء بتجهيزها لليلة الزفاف .

وفى هذه الأثناء كان شهاب يبحث عن أخته في كل أرجاء القصر وسمع أثناء بحثه أن أخته في مضجع الرئيس رغما عنها ،وهنا فكر شهاب في كيفية الوصول الى مضجع الرئيس وسط هذه الحراسة المشددة فما كان منه سوى أن أشعل بعض النيران في ستائر القصر مما لفت نظر الحرس فتمكن من التلصص حتى وصل الى أخته سحر وكانت في حالة سيئة منهارة وتبكى وطالبت أخيها بالخروج مسرعا حتى لا يبصره حرس الرئيس وبسرعة إخبار والدتها بمكانها وبالحضور للتفاهم مع الرئيس بخصوص الزواج ،

وما أن وصل شهاب وأخبر أمه بما حدث حتى صكت الأم وجهها وقالت كيف تتزوج من والدها ،وسارعت الأم الى مجلس الرئيس وأخبرته بأنها أنجبت سحر منه بعد أن طلقها وهنا شاع الخبر في أرجاء الدولة فسارع الغول الى الهرب من الدولة خوفا من الفضيحة وهربا من نظرات الوزراء له ،وكانت نهاية الطاغية .

0 أضف تعليق :

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes