20‏/07‏/2011

شهادة من مناضل في صفوف العدو

تعلم عمر على مدار حياته العسكرية أن انتمائه للوطن وللبدلة العسكرية التي يرتديها، ولا يحق له أن يضع نفسه في موضع يسئ الى زيه العسكري، وكان عمر يتعلم منذ تخرجه من الكلية الحربية أن الدين تشريع تعبدي وليس ميزان حياة وأن العسكري الحق من يفصل بين عقيدته الدينية وتدرجه ومستقبله في السلك العسكري. ولنبوغ عمر وذكاءه الفطري وكثرة الفرق العسكرية التي حصل عليها والتزامه وحزمه في المأموريات التي كلف بها تم اختياره كقائد فرقة ضمن القوات المصرية التي ذهبت الى المملكة العربية السعودية وتم وضعها في منطقة حفر الباطن لتواجه القوات العراقية التي كانت متحصنة في ملاجئ تحت الأرض وتلغم مساحات كبيرة من الأرض حولها وتضع أبيار من البترول في مقدمة المواقع لتشعلها في حالة هجوم القوات المصرية التي كانت تعمل تحت إمرة القوات الأمريكية فيما سمى وقتها بعملية عاصفة الصحراء.


وبعد أن بدأت الحرب وقامت القوات المصرية بتنفيذ المهام التي وكلت بها . شهد عمر أن القوات الأمريكية تسئ التعامل مع الأسرى وتعامل المدنيين العراقيين بانحطاط وإذلال فما كان منه إلا أن طلب من القائد العام للقوات المصرية بعدم تسليم الجنود والضباط العراقيين الذين يسلمون أنفسهم للقوات المصرية للقوات البريطانية والأمريكية ولكن قائد الكتيبة رفض اقتراح عمر وأخبره أن يضع مفاهيمه الدينية والأخلاقية داخل ثلاجة ومعهم ضميره وإلا تعرض لما لا يحمد عقباه . وبعد عدَة أيام خرج الضابط عمر في مهمة مع فرقة أمريكية لتمشيط منطقة راقية في وسط بغداد وهناك أبصر عمر أبشع جرائم التعذيب والاعتداء الجسدي على الفتيات والرجال كما شاهد عمر عمليات النهب المنظم للثروات العراقية فما كان منه إلا أن اعترض على ما يحدث وسحب قواته ورجع الى معسكره وقص على القيادة ما شاهده ،فما كان من القيادة إلا أن وقعت عليه عقوبة إدارية وتم ترحيله إلى السعودية ومنها الى مصر وكانت المفاجأة أن القيادة العسكرية في ذلك الوقت حاكمته وتم حرمانه من الترقية وقال له قائد المنطقة العسكرية إن عمل القوات المصرية في العراق يجعل القوات الأمريكية تسقط عن مصر مليارات الدولارات من الديون .

وهنا أصر عمر على تقديم استقالته في نهاية العام وفضل أن يعمل في القطاع الخاص وكان له ما أراد وخرج عمر من الخدمة وهو برتبة مقدم وهو غير أسف على ما فعل.

وبعد ستة أشهر سربت بعض الجهات أفلام عن سوء المعاملة في سجن أبو غريب وفى بعض المعسكرات الأمريكية خارج المناطق المدنية وشاهد العالم بلد الديموقراطية وهى تمارس أفعال لم يفعلها إبليس وهى من تنادى بحقوق الإنسان .

فتم استدعاء عمر لجهة أمنية وتم تكريمه وإعادته الى الخدمة كمنسق عسكري مدنى مطالب مع بعض ضباط الجيش والشرطة بإعداد استراتيجية متوسطة الأمد لحماية مصر من الاختراق والحفاظ على الأمن القومي والقيام بكل ما هو فيه مصلحة للبلاد دون العودة الى الروتين والبيروقراطية ويكون حسابهم أمام لجنة الأمن القومي، مع احتفاظهم وأسرهم بالحصانة وليس لأحد أن يحيلهم الى التقاعد أو القضاء بل هم يطبقون الأحكام على أنفسهم بالإجماع .

ولأن عمر سليط اللسان في الحق فهو كان على قناعة بأن نهايته سوف تكون برصاصة من الخلف في رأسه وهذا ما حدث فأثناء أحداث 25 يناير تربص له قناص كان على خلاف معه و صاحب مصلحة مع جهات أجنبية وأطلق عليه طلقة واحدة اخترقت رأسه والى الأن مازال الجميع يبكيه كرجل عاش مكافحا من أجل الحق ومات في ساحة النصر .((هذه القصة من وحى الخيال ))      

0 أضف تعليق :

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes