06‏/07‏/2011

العقول المهاجرة والصقور القادمة

تكاثرت النداءات التي تدعوا العقول المصرية المخلصة المهاجرة للخارج بالعودة الى مصر لتشارك في بناء نهضة مصر الحديثة وكانت الدعوة متضمنة في مكنونها كلمة العقول المصرية المخلصة للوطن وللشعب، ولم يكن يرغب الشعب المصري في عودة الصقور والضباع المهاجرة التي تنقض على بلادها انقضاض النسور والضباع على فريستها ليمزقوا جسد الأمة ولم نكن نريد بعض المهاجرين الذين كنزوا المال من الخارج ويريدون العودة الى بلادهم لاغتنام المناصب للوجاهة والشكل الاجتماعي.

لهؤلاء ولأولئك نقول نرجوكم مصر ليست في حاجة الى ذئاب وضباع في هذه الفترة الحساسة في تاريخها بل تريد أبنائها الذين يردون أن يردوا لها الجميل ويبنون نهضة اقتصادية تعود على الشعب وعليهم بالرخاء.


إن المتابع لمعظم العائدين من الخارج يجد أغلبهم جاء الى مصر وهو يحمل أجندة خارجية يريد أن يفعلها داخل المجتمع المصري والجامعات المصرية والنوادي الرياضية والنقابات العمالية والتجمعات المهنية ودور العبادة.

وهنا يجب على الإعلام المخلص لهذه البلد أن يبصَر الناس بحقيقة هؤلاء البشر الذين يحملون داخل صدورهم  أفئدة بها دفاتر شيكات وعملات من الجنية الإسترليني واليورو والدولار والين والشيكل وغير ذلك من العملات ،وهذه العملات هي اللغة الوحيدة التي يتعاملون بها وتؤثر في نفوسهم ومشاعرهم وكثيرا ما يبيعون أوطانهم من أجل حفنة عملات !!

إن ما يحدث في فلسطين من عملاء الموساد ضدَ أبناء وطنهم وما حدث في العراق من عودة المعارضين والعملاء على أفواه الدبابات والمدافع ليكون لهم نصيب في كعكة العراق البترولية بعد انهيار النظام الحاكم وكانت النتيجة أن الشعب رفضهم وهم الأن يخشون خروج قوات الاحتلال الأمريكي حتى لا يصبحوا لقمة سائغة في أفواه المناضلين الشرفاء ،وما يحدث في أفغانستان سيناريو مكرر لما يحدث في العراق فتجد أن الحكومة وعملائها الذين دخلوا أفغانستان على دبابات ومدرعات الاحتلال يخشون الأن من رحيل قوات الاحتلال فيفتك بهم المجاهدين، وتجد ذلك جليا في تصريحات كرازاي الرئيس الأفغاني العميل للسي أي إيه حيث يطالب دائما كلما اقترب رحيل القوات الغازية ببقاء بعض القوات لبناء جيش أفغاني قوى  يكون على قدر عالي من التدريب لمواجهة تنظيم القاعدة وجماعة طالبان.

ولأننا نأخذ من التاريخ عظة وعبرة ولا يجب علينا أن نكرر  أخطاء الماضي ويجب علينا أن نستفيد من أخطاء وتجارب غيرنا لذلك يجب العمل بجدية وتقنية عالية لفرز الغث من الطيب من العقول والصقور المهاجرة فنحتضن العقول المخلصة ونوفر لهم المناخ المناسب لكى يبدعوا في مجالاتهم ونقذف بالصقور الى حيث كانوا فنتجنب سمومهم ونكفيهم غضبنا .

حمى الله عز وجل مصر وشعبها ووفق الله عز وجل علمائها لما فيه خير الدنيا والأخرة.     

0 أضف تعليق :

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes