يعانى الكثير من الشباب والفتيات من
ضغوط الحياة رغم توفير الوالدين لأولادهم سبل الراحة من مسكن على قدر إمكانياتهم
ويوفرون للأولاد بعض سبل الترفيه والتعليم من كمبيوتر وتلفاز وربما تليفون محمول وأضف
الى ذلك ثمن الدروس الخصوصية وما أدراك ما الدروس الخصوصية في معظم مواد الدراسة
وبعد أن يوفر الوالدين كل هذه الأمور لأبنائهم ربما تجد الجحود ونكران الجميل فإذا
أكرم الله عز وجل الأبناء وتخرجوا من الجامعات يطالب كلا منهم الوالدين بمساعدتهم
على إعداد منزل الزوجية حتى يأتيهم خطاب التعيين من القوى العاملة ،وهنا يضرب
الوالدين كفا بكف وهم يخاطبون أبنائهم هل علمناكم لكى تعتمدون على أنفسكم أم
علمناكم لكى تجلسوا على المقاهي حتى يأتيكم خطاب التعيين من القوى العاملة ؟
سردت هذه الحقيقة السالف ذكرها لكى
يعيش معي القارئ المعاناة التي يعيشها الوالدين حتى يتم لهم تربية أولادهم على
تقوى الله وعلى الأخلاق الحميدة حتى ينتهوا من دراساتهم ،
وكل ما سلف مقدمة لكى تعلم عزيزي
القارئ حجم الظلم الذى يتعرض له اليتيم من المجتمع بكافة فئاته وحجم الغبن والظلم
الذى يتعرض له فاقد النظر من المجتمع بكل طوائفه وحجم الظلم والسخرية التي يتعرض
لها المعاقين ذهنيا من كافة طوائف المجتمع.
وهنا نتساءل هل من الأجدى أن نكون
عونا لليتيم على ضغوط الحياة ونشعره أنه إذا كان فقد أباه أو أمه فكل الناس أهل له
و عشيرته ونعينه على مواصلة دراسته إذا رغب في ذلك ونوفر له المال الذى يعينه على
عدم كراهية المجتمع ونشعره أن الله هو الرزاق وليس والده أو أمه وحين ذلك سوف نضيف
الى المجتمع إنسان سوى يضيف الى منجزات المجتمع ولا يكون معول هدم للمجتمع ،
بنفس القياس نتساءل هل من الأجدى أن
نكون عونا للكفيف وعيون تنير له طريقه ويدا تأخذ بساعديه الى أن ينتهى من دراسته
أو مهنته أم نجعل منه حملا على المجتمع والأسرة ؟
هل من الأجدى إشعار المعاقين ذهنيا
بأنهم وسط أهلهم ونعاملهم برفق ورحمة أم نجمعهم في شبه سجون ونعاملهم كالمنبوذين ونتخلص
منهم بتركهم في جمعيات المعاقين ذهنيا ونكتفى ببضعة جنيهات نقذفها في وجوههم أول
كل شهر؟
هل يعلم أحد ما مصير الفتيات
المعاقات ذهنيا حين يبلغن مبلغ النساء ؟
هل يعلم أحد ما مصير الفتيات المعاقات
ذهنيا حين تتعدى الثلاثين من العمر ولم تتزوج؟
هل يعلم أحد ما مصير الفتيات مكفوفي
البصر حين يبلغن مبلغ النساء ولم يتزوجن ؟
هل يعلم أحد ما مصير الفتيات
اليتيمات حين يبلغن مبلغ النساء ولم يتزوجن ؟
هل يعلم أحد ما مصير الشباب المعاق
ذهنيا والشباب المعاق بدنيا والشباب الأيتام والشباب كفيف البصر؟
أليس لهم حاجة الى بناء أسرة والعيش
حياة كريمة ؟
أما أن لنا أن نعتذر لهم ونعوضهم عن
سوء أدبنا معهم ،
يا قوم أرحموا من في الأرض يرحمكم من
في السماء .
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم