إذا أبصرت سيارة شرطة تسير في الشارع
وبها عائلة مدنية ويحملون داخل سيارة الشرطة بعض المشتريات من الخضار أو البقالة
أو يحملون بعض الأثاث فلا تتعجب فأنت إذا في جمهورية مصر العربية وهذه السيارة
المخصصة لمطاردة المجرمين وللدوريات الراكبة والتي يشتريها جهاز الشرطة من الضرائب
ومن دخل قناة السويس ومن الدخل القومي للبلد قد تستعمل لخدمة زوجة رجل الشرطة أو
عائلة رجل الشرطة وإذا فتح أحد فمه فليس له سوى الحذاء ليوضع في فمه.
وإذا أبصرت وأنت تمشى سيارة قطاع عام
تسير بعد ساعات العمل ويستغلها السائق لزيادة دخله الشهري ويحمل داخلها بعض المئات
من الناس ويستهلكها طوال الليل ومع إشراقة الصباح يسرع بها الى مقر عمله وهو منهك
القوى فيأكل ويشرب الشاي ثم يذهب الى مكان ظل لينام حتى تنتهى ورديته ثم يسرع
ليستلم سيارته ويذهب بها ليستعملها كسيارة أجرة على الطريق وإذا فتح أحد فمه تدخل
السادة السائقين الزملاء وأمطروا صاحبنا بوابل من الشتائم والسباب وقليل من الضرب.
وإذا أبصرت داخل أروقة المصالح
الحكومية والمؤسسات وبعض الشركات موظف يحمل بعض الأوراق الخاصة بالعمل ويبعها
بأكثر من ثمنها فأنت في مصر، وإذا أبصرت رجل داخل أروقة المحاكم يستغل المستندات التي
في عهدته ويبيعها لرواد المحكمة بأضعاف ثمنها وإذا سألته عن السبب فيما يفعل تعجب
من سؤالك وقال لك ماذا أفعل ومرتبي ضعيف خليك في حالك .
وهكذا الحال في معظم مناحي الحياة في
مصر لا يعلم أحد أن هذه الأموال مال عام وأن الله سوف يسأل هؤلاء المغتصبون للمال
العام عن القطمير والنقير، لهؤلاء جميعا أدعوهم الى قراءة السيرة الذاتية لعمر بن
عبد العزيز .
وعصمنا الله عز وجل وإياكم من المال
السحت.
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم