أزمة الإسكان والبطالة والأبراج المستفزة

مشاهدات

يتساءل الكثير من الناس عندما يبصرون الأبراج الشاهقة على ضفاف النيل وفى ضواحي القاهرة ،لمن تبنى هذه الأبراج وكم عدد المصريين الذين يملكون الملايين ليشتروا شقق في هذه الأبراج ،ومن أين لهم هذه الأموال في دولة فقيرة مرتبتها هزيلة وشعبها يكمل وجباته نوم !ويكمل من دهشتهم الأسعار التي يسمعون عنها في القرى الجديدة التي يبنيها بعض رجال الأعمال كمصايف لمتوسطي الدخل وهم من يملكون عدة ملايين فقط لا غير !

مثل مارينا والجونة وغيرها من المدن التي يخشى معظم الشعب من السعي حولها أو إطالة النظر إليها لكي لا يفتك بهم رجال الأمن ،وهذه الأوضاع لو استمرت هكذا لن تستقيم الحياة الاجتماعية لاتساع الفجوة بين الأثرياء والمعدمين وفى ذلك خطورة حقيقية على الأمن الاجتماعي وخطورة على انتشار ظاهرة الحقد الطبقي ،أضف إلى هذه الهموم للشعب وهذه الأبراج المستفزة لمشاعرهم العائلات التي تسكن هذه الأبراج وطريقة البذخ التي يعيشون فيها والملابس المستفزة والضيقة والشفافة التي ترتديها فتياتهم وما تضيفه على الشباب الفقير من ضغوط وإحساس بالإثارة في وقت لا يجدون عمل وإذا وجد فالمرتبات لا تشترى غرفة في مدافن باب الوزير وللعلم المدفن الآن يتعدى سعره المائة الف جنية ،

إذا الفقير لن يجد شقة يتزوج فيها ولن يجد مدفن يقبر فيه فبالله عليكم ماذا يفعل الفقير والمسكين في هذه الدولة ؟

فرفقا بشباب هذه الأمة ومحافظة على إنسانيتهم أسوق لكم فكرة تبنتها الحكومة في ماليزيا عندما زادت الفوارق بين الشعب وارتفعت أسعار المساكن ،حصرت الحكومة أعداد الشباب الذي يحتاج للسكن وكلفت شركة تابعة للدولة بالاستعانة بهؤلاء الشباب في بناء قرية في أطراف المدينة على شكل دوائر من الطوب الحجري الذي يقوم بتقطيعه الشباب ،وفى وجود خبراء من المهندسين يعلمون الشباب طريقة البناء قام الشباب ببناء ثلاثين الف وحدة سكنية من طابقين  بالطوب الحجري ولم تعطيهم الدولة اجر نظير العمل ولكن ملكتهم هذه المنازل بعقود بعشر راتبهم الشهري يُحصل من المرتب ،فليت الحكماء عندنا يفكرون في مثل هذه البدائل لإنقاذ الفتيات من التحرش والقضاء على العنوسة وتفرغ الشباب لعبادة الله والقضاء على الحقد الطبقي من صدورهم ،*                

Posted in: من الحياة