أثبتت الكثير من الدراسات في كبرى المؤسسات الإقليمية الدولية أن العام الأول من الزواج يكون السبب في نسبة 27% من الطلاق في الدول العربية وتزيد هذه النسبة إلى 34 % في العام الثاني من الزواج.
من أجل ذلك قررت أن أقدم بعض الأبجديات يمكن من خلالها تقريب وجهات النظر بين الزوجين وتبصيرهم بالفارق بين ما كان يحدث أثناء الخطوبة من لهفة وشوق وحديث يطول لعدَة ساعات وهدايا متبادلة في كافة المناسبات وشرود للتفكير في الخطيبة وانتظار الساعات بعد الدقائق للَقاء والحديث مع جميع أهل العروس بصوت خافت وبأدب جمَ ونفس الشيء بالنسبة للمخطوبة تحدث العريس وأهله بصوت عذب يكاد يسمعه المقربين ويتنافس العروسين في تقديم أفضل ما لديهم من حوار أمام بعضهما البعض وتتشابك الأيدي في الخفاء وتخفق قلوب العروسين ويذهب كلا منهم بعد انتهاء السهرة ليعيد شريط الذكريات حتى ينتهى إلى أن أمسك بيدها وأمسكت بيده ولم يلحظ ذلك الوالدين ،هكذا كان الشعور والإحساس قبل أن تطأ العروس والعريس بيت الزوجية فماذا حدث ؟
ما حدث هو وضوح الرؤيا لكلا منهم للأخر ،أي لم يعد هناك شئ مستور فقد أخرج كلا منهم ما كان يستره من طباع جافة أو ضيق صدر أو إختلاف في الطباع أو إهمال في التعامل مع الأحداث أو سوء في الأخلاق أو ترك للصلاة أو جفاء في العشرة أو حبَ للسيطرة ،وغير ذلك من سلوك قدَ لا تظهر سوى بعد مرور الشهور الأولى فماذا يفعل الزوجين؟
يجب أن يعلم الزوجين أنهم منذ ليلة البناء (الدخلة) فقد تم لهم مآربهم وسوف يتمتع كلا منهم بالأخر لعدَة أسابيع دون تفكير في شئ سوى إمتاع رغباتهم الجسدية في الحلال وأثناء هذه الفترة ربما تختفى العيوب والمثالب من الطرفين، وهنا يجب على الزوج بعد أن تنتهى شهور العسل أن ينفرد بزوجته ليضع النقاط على الحروف، فيخبرها بالحد الأقصى والحد الأدنى لدخله الشهري لكى تدرك ذلك وهى تعدَ ميزانية البيت ، ويبصرها بما يعكر صفو يومه، ويخبرها بما يحب أن يأكله ويشربه ومن يحب أن تستقبله في بيته ومن لا يحب أن تستقبله، وما هي الطريقة التي يريد أن تحدثه بها ومتى تفتح معه حديث أو حوار، ومتى تذهب إلى بيت والديها ومتى لا تذهب، ومتى تتركه نائم ومتى يمكنها أن توقظه من نومه، وما المسموح به في حديثها مع والديها وما هو غير مسموح به أن يخرج من باب البيت، ويتفق الزوجين على الطريقة الأمثل للحوار عندما يحدث بينهما شقاق أو لجج أو غضب، وأن يكون مرجعهم إلى الكتاب والسنة وعالم كبير من المشايخ الثقات يحكم بينهم ويقرَ الزوجين لحكمه، ثم نطبق كل ما سلف على الزوج فتقص عليه الزوجة ما تراه معينا لها على معيشتها وما يقوى العلاقة العاطفية بينهم وما يمكن أن يفعله الزوج فيوطد أواصل المحبة بينهم وتقص عليه ما يؤرق فكرها وما تخشاه في مستقبل حياتها وما ترجوه منه في بيتها وتحب أن تراه عليه في مخدعها ومن توسطه بينهما في حالة غضبها، وغير ذلك من الأمور التي تجعل حياتهم تمشى على منهج سليم وما يعترضهم من عقبات يمكنهم بالعقل والحكمة والحب والتفاهم أن يقضوا عليها بالتدريج.
ويجب أن يتذكر الزوجين أن الحياة أفراح و اطراح صحة وسقم اتفاق واختلاف فيجب أن يكون هناك نقاش هادئ في حالة الخلاف ولكن في النهاية يكون للزوج الكلمة الفاصلة ليس من منطلق العند أو السيادة بل من منطلق القوامة.
وفى النهاية نقول للزوجين العلاقة الزوجية يجب أن تكون بحساب وخاصة في بداية الزواج فلا تكون بإسراف ولا تقطير بل بمعدل يساعد على استمرار الممارسة لأطول فترة من العمر ولكى لا يشعر أحد الزوجين بالسأم أو الضجر ويجب مراعاة كلا منهم لظروف الأخر وأن يكون الصدق هو الأساس في الحديث بينهم،
ويجب على الزوجة مهما كانت عصبية الزوج ألا تغلظ له القول وألا تكثر من الكلام عن الجيران والأهل وهو قادم من عمله، وأن تغرب عن وجهه في حالة ثورته، وليس عيبا أن تتحمل الزوجة زوجها في حالة غضبه وليس عيبا أن يتحمل الزوج زوجته في حالة الخروج عن المألوف في القول أو العمل طالما ما حدث يدور في أروقة البيت، ويجب على الزوج ألا يأنف من مساعدَة زوجته في بعض أمور البيت كنوع من المحبة والعشق ثم لا ننسى أن نذكر الزوجين بحسن معاملة الوالدين وإكرامهم والنزول على رغباتهم ففي رضاهم رضاء لله عز وجل. إن مرور الشهور والأعوام يكسب الزوجين نضوج فكرى واتزان نفسى مما يعمق التفاهم بينهم أضف إلى ذلك وجود أطفال فبوجودهم تتغير نظرة الوالدين للحياة.
2 أضف تعليق :
مقال رائع نتمني ان ستفيد الجميع منه :)
بارك الله فيكم و في انتظار تعليقاتكم
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم