سبحان الله العظيم؛ الناظر لقول الله عز وجل في كتابه الكريم ((وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا)) صدق الله
بمجرد أن أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردجان عن عزمه زيارة الدول العربية التي قامت فيها ثورات وانتفاضات كتونس وليبيا وجمهورية مصر العربية إلا وانتفض كيانان في المنطقة، الكيان الصهيوني الذى يخشى من التقارب التركي المصري لما في ذلك من دعم للدولتين في المجالات التجارية والاقتصادية والعسكرية وهنا تكمن الخطورة التي يخشاها الكيان الصهيوني ؛لماذا؟ لأن الدولتان لهم ثقلهم الدولي والاستراتيجي والعسكري في المنطقة وتقاربهم العسكري والاقتصادي يدعم قوتهم ضدَ هذا الكيان وخصوصا بعد أن أثبت رجب طيب أن سياسة النفس الطويل مع العسكر في تركيا لحمايتهم للعلمانية إن واجههم دمَر حزبه ودولته.
أدرك رئيس الوزراء أن فرض الإسلام وتشريعاته سوف يجعله في مواجهة مع الجيش وقد يعرض حزبه للانحلال والتفكيك لأنه يخالف تعاليم مصطفى أتاتورك الذى أنشأ دولة تركية العلمانية الحديثة وجعلها مادة في القانون وأوكل للجيش حماية هذه المادة، لذلك لم يستطع رئيس الوزراء الانقلاب على الجيش لأنه يعلم أنه سوف يتم محاكمته وغلق حزبه ، لذلك جعل رجب طيب توجهاته الارتفاع بمستوى الدخل للفرد التركي وبناء اقتصاد قوى وعندما نهض بالاقتصاد التركي تعاطف معه الشعب التركي وأصبح له شعبية جارفة يحاول من خلالها العودة بالدولة إلى النظام الإسلامي ولكن بالتدريج؛
ومن دهاء رجب طيب أنه بعد قتل الكيان الصهيوني لتسعة أتراك على السفينة مرمرة التي كانت في طريقها محملة بالغذاء وبعض المؤن الطبية إلى غزة لفك الحصار المفروض عليها منذ أكثر من ثلاث سنوات، إنه من دهاء هذا الرجل أن جعل زيارته لجمهورية مصر العربية بعد حادث هدم الجدار العازل الذى أقيم لحماية السفارة الصهيونية بالجيزة وبعد مهاجمة الشباب الثائر بسبب استشهاد سبعة جنود مصريين على يدَ بعض جنود الكيان الصهيوني فكان مهاجمة السفارة الصهيونية بالجيزة وتحطيم بعض محتوياتها وإنزال العلم الصهيوني من فوق السفارة فاستغل رجب طيب ثورة الشباب وغضب الشعب المصري وحاول الضغط على هذا الكيان وضربه في مأمنه؛
ومن هنا يبزغ ذكاء هذا الرجل الذى ندعوا الله عز وجل أن يوفقه في نزع المادة التي تجعل تركيا علمانية ويضع مكانها مادة يكون بمقتضاها الدين والتشريع الإسلامي الدين الرسمي لتركيا؛
ذكرنا سالفا قيام انتفاضة في كيانان بمجرد أن أعلن رئيس الوزراء التركي زيارته لمصر "الكيان الصهيوني والكيان العلماني والليبرالي" نعم فقد تعالت صيحات العلمانيين والليبراليين تتهكم على زيارة رجب طيب لمصر لماذا؟ لخوفهم أن يتحالف مع التيارات الإسلامية وبمجرد أن أعلن رئيس الوزراء التركي أنه يتمنى أن يرى مصر كتركيا حين حكمها حزب الرفاة الإسلامي تحت نظام علماني ، تعالت أصوات هؤلاء العلمانيين والليبراليين يمجدون في أردجان ويقولون أنهم يطالبون بدولة علمانية كتركيا ونسى هؤلاء السفهاء أن تركيا مذهبها منذ عهد مصطفى كمال أتاتورك علماني والدستور يكفل للجيش حماية هذه العلمانية إنما جمهورية مصر العربية دولة دينها الرسمي في الدستور الإسلام دين وتشريع ومصر ليست تركيا في تكوين روحانيات شعبها فمصر شعبها يحب الله عز وجل ويحب رسوله (ص) ويعلم أن الله قال في كتابه العزيز ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا )) صدق الله
إن ما لا يعرفه هؤلاء العلمانيين أننا يمكن أن نأخذ من تركيا تجربتها الاقتصادية ونتبادل معهم تجاريا ونستفيد من تقدمهم العسكري بالتعاون معهم في مجال المناورات العسكرية ولكن لا نستفيد من تنازلاتهم في مجال السياحة بحيث نبيح الزنا ونبيح الخمور ونرخص لصاحبات الرايات الحمر ونجعل شواطئنا للعراة والشواذ !!
لن نقبل بأخذ النموذج التركي في هذا المجال ! فليدخل هؤلاء العلمانيين والليبراليين جحورهم وليعلموا أن مصر لن يحكمها سوى التشريعات الإسلامية وسوف تقدم للعالم نموذج للحكم الإسلامي السلفي ؛ وسوف يكون بمصر نهضة اقتصادية وعسكرية تجعلها تعود كمقصد للعلم والتكنولوجيا كما هي مقصد للطلبة الذين يبغون تعلم الإسلام فالأزهر مقصدهم ومصر حاضنة لهم ؛ وسوف نقدم لتركيا تجربتنا في تطبيق الشريعة الإسلامية؛
يا رب أنت الفعال لما تريد لا تجعل لعلماني أو ليبرالي على مسلم ولاية وأحسن خاتمتنا وأنصرنا على القوم الكافرين؛
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم