إلى أين تمضى السفينة المصرية بلا قبطان وفى غربة الشطآن بل ومن عجب أن ترى كل راكب من ركاب السفينة يضع بين كفيه بوصلة يريد أن يأخذ القبطان بها في توجهاته نحو الطريق القويم ويحمل كل راكب في طيات ملابسه سلاح يوجهه إلى الركاب الآخرين.
والغريب والعجيب أن الطعام والمؤن في السفينة بدأت تنفذ والركاب يعلمون ذلك ومع ذلك يختلفون ويتعاركون، والغريب أن معالم الطريق بالخريطة ضاعت في خضم المعارك الجانبية بين الركاب بعضهم مع بعض والجميع يعلم ذلك ومع ذلك يختلفون ويتعاركون.
والعجيب أن الأمواج ترتفع وتحطم دفة السفينة والرياح تتلاعب بها والركاب يعلمون ومع ذلك يختلفون ويتعاركون
والغريب أن صبر القبطان بدأ ينفذ وقراراته بدأت تتأثر بنفاذ صبره والجميع يعلمون ذلك ومع ذلك يختلفون ويتعاركون ويتشاجرون،
والعجيب أن ماء الشرب في السفينة بدأ ينفذ والماء المالح بدأ يتسرب للسفينة، والجميع يعلمون ذلك ومع ذلك يختلفون ويتعاركون
والغريب أن السفينة خرجت عن مسارها وارتطمت بالصخور البركانية وتعرضت لعطب في محركاتها وسوف تُحتجز في هذه المياه الخطرة والجميع يعلمون ذلك ومع ذلك يختلفون ويتعاركون
والعجيب أن القبطان يدعوا الحكماء لمائدة مستديرة ليتخذوا موقف سريع يعيد السفينة إلى الصراط المستقيم ومع ذلك يريد الجميع أن يجلسوا على هذه المائدة ويتحاورا ويتجادلوا ويتشاجروا حتى ينتخبوا من يمثلهم لكى يجلس مع القبطان ليتخذ القرار الحكيم.
والغريب أن السفينة بدأت تميل وتتأرجح مع الرياح العاتية والجميع يبصر ذلك ومع ذلك الجميع يتعاركون من أجل الفوز بسترة النجاة ويتشاجرون ويتعاركون على من يركب قوارب النجاة وهم يعلمون أن السفينة لم تغرق بعد ولكنهم جميعا أدركوا أن مصالحهم وحياتهم أهم من السفينة التي كانوا يركبونها.
والعجيب أن الجميع قفز من السفينة ولم يبقى فيها سوى الفقراء والمساكين والمتدينين يجاهدون ويقاتلون من أجل تعويم السفينة والعودة بها إلى شاطئ الأمان.
2 أضف تعليق :
مدونة رائعة وكلام ممتاز ومقال جميلة شكرا لك ...
الأستاذ محمد:
نشكر مشاركتك فى المدونة ونثنى على شكرك للمدونة ونرجوا أن ننتفع بإقتراحاتك ويسعدنا الرد على مقترحاتكم؛
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم