ما بين الولادة والموت يعيش الإنسان حياة بين صناديق الانتخابات وصناديق الموت وكلما شرد بذهنه ليحلل تداخل هذه الصناديق في حياته يجد العجب العجاب حيث هذه الصناديق تؤثر تأثير مباشر في مصير الإنسان سواء وافق أو رفض، فحياته ترتبط بهذه الصناديق إيجابا وسلبا.
حيث يولد الإنسان فيتم وضعه في حضّانة وهى أول صندوق يدخله الإنسان وقد لا يخرج منه إن انقطع التيار الكهربائي أو أهملت الممرضة أو نام الدكتور أثناء ورديته الليلية كالعادة وغير ذلك من الأسباب،
ثم يؤثر في حياته صندوق الانتخابات حيث يأتي بحكومات تسعده في أيام حياته القادمة أو تلقى به في غياهب السجون، وربما تأتى الصناديق برجال يتقوا الله عز وجل أو برجال لا يعرفوا الله عز وجل .
ثم يضع أهل المولود للطفل أحيانا منذ ولادته بعض النقود في صندوق البريد
ثم يتعرف الإنسان على صندوق العائلة وفيه تضع الأم مصاغها وعقود ميراثها ومدخراتها ويكون لهذا الصندوق تأثير كبير في حياة الإنسان.
ثم يتعرف الإنسان على صندوق القمامة فهو المصدر الأكبر لتجمع الذباب وبجواره يتم التعارف بين أهل كل قرية وحىَ ومدينة و يتبادلون الأحاديث عن خطورة إلقاء القمامة في الطريق العام.
ثم ينضم الإنسان لأحد النقابات وهناك يتعرف على صندوق النقابات وهو نوع من التضامن بين أبناء المهنة الواحدة ويكون لمساعدة أبناء هذه المهنة ببناء مساكن منخفضة التكاليف وغير ذلك.
ثم يكبر الإنسان ويعمل في مؤسسة حكومية أو شركة خاصة وهناك يتعرف على صندوق الزمالة وهو نوع من التكافل بين العاملين في مكان واحد.
ثم يتعامل الإنسان مع صندوق التبرعات في المساجد وبذلك يشعر بالسعادة لقدرته على مساعدة الغير ويحمد الله عز وجل على نعمة الستر.
ثم ربما يدخر بعض المال وفى هذه الحالة سوف يتعرف على صندوق الزكاة في المساجد وينعم بأداء ركن من أركان الإسلام.
ثم يتحدث مع أصدقاءه في السياسة فيبرز لهم اقتراض الحكومة من صندوق النقد الدولي بضمانات مهينة وبفائدة كبيرة.
ثم يدخل الإنسان معترك الحياة فيتعرف على صندوق الشكاوى فيصبح هذا الصندوق رفيق له إلى أن يدخل صندوق الموت،
ثم يتعرف الإنسان على صندوق الاقتراحات ومنه يتم سرقة أفكار الشباب وينفذها كبار المسئولين،
ثم أخيرا صندوق النذور وهذا الصندوق سوف يلجأ اليه وهو يبحث عن زوجة غنية فحين ذلك سوف يداوم على وضع النقود في صناديق النذور ليأخذها عمال المساجد التي يوجد بها أضرحة وهم يضحكون على هؤلاء البشر الطيبين.
ثم تمضى الحياة فيدخل في صندوق ظلمة القبر ويكون مقدمة لما بعده إن كان خيرا فخير وإن كان غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه.
2 أضف تعليق :
فكرة رائعة ومدونة ممتازة ...
نشكر مشاركتك فى المدونة ونثنى على شكرك للمدونة ونرجوا أن ننتفع بإقتراحاتك ويسعدنا الرد على مقترحاتكم؛
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم