المحليات بين الظلم والظلمات

مشاهدات

 إذا أردت أن تبنى بيت جديد ومعك كل الأوراق التي تتيح لك أن تبنى فسوف تصطدم ببعض المرتشين من رجال المحليات يطلبون لقائك من أجل أن يسمحوا لك بالبناء فتتعجب وتقابلهم لتخبرهم بأن كل الأوراق مستوفاه فيخبرك أحدهم إذا رغبت في البناء بدون غرامات أو تعطيل للعمل يجب أن تدفع المعلوم وإلا سوف تتعرض لغرامات إشغال طريق ، ومخالفة التعليمات في الارتفاع ، وتشغيل عمالة تحت السن ، والإسراف في استخدام مياه الشرب في البناء ، وسرقة التيار الكهربائي أثناء البناء ، وإلقاء مخلفات البناء في الطريق العام ، وعدم وجود جراج بالعمارة ومخالفة مناور العمارة للقياسات الهندسية ، و وجود بعض البروز في واجهة العمارة تخالف ما جاء بالرسوم الهندسية ، وغير ذلك الكثير مما يجبر المالك على عدم الدخول معهم في مواجهة .

وبذلك أصبح للمحليات مخالب وأنياب ، فإذا أردت أن تهدم منزل قديم فعليك أن تدفع المعلوم للحصول على تصريح هدم ، وإذا أردت أن تنكس دور في بيت قديم فعليك أن تدفع المعلوم لكى يتم الموافقة على التنكيس ، وإذا رغبت في أن تدخل التيار الكهربائي الى بيتك فعليك أن تدفع المعلوم لكى تتم الموافقة على طلبك ، وإذا رغبت في توصيل الصرف الصحي لمنزلك بالشبكة العامة فعليك أن تدفع المعلوم ، وإذا رغبت في بناء دور مخالف للرسوم الهندسية فعليك أن تدفع فيجاب لطلبك ، وإذا رغبت في تحويل محلك من حلاق إلى ورشة خراطة فعليك أن تدفع المعلوم فيتم لك ما أردت ، وإذا رغبت أن تفتح ورشة سمكرة في وسط المنازل وتحيل حياة الناس الى شقاء فعليك أن تدفع المعلوم ويتم لك ما تريد ، وإذا رغبت في أن تفتتح محل نجارة وسط مساكن الناس وتمنعهم من النوم فعليك أن تدفع المعلوم لرجال الحى فيتم لك ما تريد ، وإذا رغبت في أن تحول محلك من خردوات إلى حداد مخالفا قوانين الدولة فعليك أن تدفع المعلوم وتبث خبثك وكيرك في صدور البشر ولا تخشى أحد ،

هكذا تسير الأمور في المحليات وما تم سرده نبذه مما يحدث على الأرض ويشيب له الولدان ،

أضف الى ما سلف الأموال التي يتم سرقتها من ميزانية الأحياء ؟!!

من أجل عدم تكرار ما سبق ،على الحكومة أن تحسن اختيار مهندسي الأحياء ورجال الحكم المحلى وأن يتم دراسة سيرتهم الذاتية فمن المحليات تبدء دروس السرقة ويتطلع رجل المحليات بعد الدروس التي يكتسبها في السرقة الى الترقي الى مجلس المحافظة وهناك يحصل على شهادة الخبرة في النهب المقنن والنصب الهادف الغير ملموس والسرقة الراقية ،

ثم ترنوا أفئدة الرجال بعد ذلك الى مجلس الشعب والحصانة التي تمنعه من المسائلة ،

ثم بعد ذلك يترك كل ما جمع للورثة نتيجة وجوده في سجن طرة أو نتيجة إصابته بذبحة صدرية من كثرة دعاء المظاليم عليه .

يا رجال المحليات اتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة .      

Posted in: أراء وتحليلات سياسية (بقلم أبو عمر)