كلما تحدثت مع أحد في موضوع ما قال لك إن
الثورة غيرت الكثير في مفاهيم الشباب وأخلاقهم وأن ما حدث من تغيير إيجابي في الشارع
المصري لم يكن ليحدث لولا الثورة المباركة ونحن رغم اختلافنا مع هذه الأقوال لما
نبصره من انفلات أمنى وخلقي وتقديم للمطالب
الخاصة على المنافع العامة وتخبط بين فئات المجتمع وسعى كل فئة لنصرة رموزها أصبحت
مصر في المرتبة الثانية بالنسبة للأولويات.
إلا أن لنا هنا سؤال أين روح الفريق ؟ وأين الإيثار ؟ وأين الروح التي
ولدت مع الثورة أو الانتفاضة؟ لقد أبصر الكثير ممن تواجدوا في ميدان التحرير كيف
كانت العلاقة بين الشباب والفتيات وكيف كان الشباب يدافعون بأرواحهم عن إخوانهم من
كبار السن وكيف كان ينام الجميع على الأرض ويرفضون أن ينام في الخيام لكى يرقد
فيها المرضى والمصابين.
وكيف كان الجميع يتبرع بالدماء لإنقاذ الجرحى
والمصابين .ومع قدوم شهر رمضان هل ستترسخ هذه المفاهيم داخل نفوس وقلوب ووجدان
الشعب المصري ونستغل أيام وليالي رمضان بروحانياتها وصفائها ورحمة الله عز وجل بنا
بتصفيد مردة الشياطين لكى نشكر الله عز وجل
على أن الثورة أو الانتفاضة لم تكن دموية كما حدث في ليبيا الشقيقة أو اليمن
الشقيقة أو سوريا الشقيقة ويكون هذا الشهر الكريم بداية عهد جديد مع الله عز وجل
ننهج فيه الصراط المستقيم ونقوم سلوكنا ونرسخ المفاهيم الإسلامية داخل كل القلوب
ونعاهد الله على ترك الحرام والبدع ونقوى الروابط الأسرية ونعيد للأسرة احترامها فمن
اصلاح الأسرة يكون اصلاح القرية ومن إصلاح القرية يكون إصلاح المحافظة ومن عدَة
محافظات صالحة تكون لديك دولة متقدمة،
فهل نثبت للعالم العربي والإسلامي في رمضان أن
الثورة غيرت في سلوكنا الكثير ؟ بارك الله عز وجل لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان.
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم