تعالت الأصوات داخل الأزهر بتصحيح المسار
وتنقية الأزهر من بعض رجال السلطة وبعض المنتفعين بتواجدهم داخل الأزهر وكانت هذه
الصيحات تذهب هباء وتذهب الشكاوى والمذكرات الى غياهب النسيان حتى أصبح في الأزهر
بعض رموز الفساد الذين يشار اليهم بالبنان.
ويعتبر الأزهر رافد كبير من روافد العلم ومركز
من مراكز الثقل الدعوى عالميا يحج اليه
الكثير من المسلمين من كافة بقاع الأرض لينهلوا منه العلوم الشرعية والفقهية وبعد
ذلك يطوفون العالم ينشرون الدعوة ويكونوا خير سفير للأزهر في بلادهم .
ولقد تحدث بعض العلماء الأزهريين المشهود لهم
بالصدق بعد الانتفاضة عن تواجد مافيا من كبار المسئولين تقوم بتسعير السفر للمشايخ
والعلماء الراغبين في العمل في الخارج في رمضان فمن يريد العمل في دولة أوروبية
عليه أن يقدم هبة كذا.....ومن يريد العمل في ولاية أمريكية فليقدم دعم كذا
.......ومن يريد العمل في دولة إفريقية عليه أن يقدم هبة كذا ......ومن يريد السفر
الى دولة خليجية فليأتي بهدايا بكذا .......وهلمَ جرا!!
وإذا ثبت أن هذه الاتهامات حقيقية فقل على
الدنيا السلام .
فإذا كان الأزهر رمز الصدق والحق يحدث فيه
هذه التجاوزات فماذا ننتظر من العاملين في وزارة الثقافة ؟ وماذا ننتظر من المنتجين
والعاملين في وزارة الإعلام ؟
وهل إذا ثبت هذا الكلام سوف يكون للأزهر دور
صادق في الدعوة إلا بعد أن يطهر نفسه بنفسه .
ولماذا لا يكون في الأزهر لجنة من كبار علماء
وحكماء الأزهر تعطى الإجازة للمشايخ للحديث في القنوات الإعلامية والقنوات
الفضائية ويكون لها الحق في محاسبتهم إن خرجوا عن المنهج القويم والصراط المستقيم
بل وتمنعهم من الحديث مرة أخرى في القنوات المحلية والفضائية .
ثم نطبق ما قيل سالفا على وزارة الأوقاف وأملاك
المسلمين الوقف التي تنفقها الوزارة دون رقيب أو حسيب، ويجب القضاء على المحسوبية
داخل أروقة الوزارة ويجب إعادة صياغة الدور المشترك بين علماء الأوقاف وعلماء
الأزهر ودورهم في تشكيل الفكر الديني للشعوب العربية والإسلامية.
ولن تستقيم الأمور في الأزهر والأوقاف دون فك
الارتباط بين الأزهر والأوقاف والسلطة.
وأن ينفصل الأزهر والأوقاف عن الدولة ماديا
.وأن يعود للأزهر والأوقاف دورهم الرئيسي في تحفيظ القرآن الكريم وتدريس الشريعة
الإسلامية وانتقاء التلاميذ المرشحين للدراسة في الأزهر بحيث يكون هؤلاء من أصحاب
المجاميع العالية وليس من أصحاب مقبول ومقبول جدا ؟!
وأخيرا وليس آخرا لماذا لا يتصدى علماء
الأزهر لبعض العلمانيين والليبراليين الذين يسيئون للإسلام والتشريع الإسلامي ويأتي
على رأس هؤلاء الخارجين عن المنهج الإسلامي المدعو عمرو حمزاوي الذى يطالب بحرية
زواج المسلمة من غير المسلمين وبذلك يعارض ما هو معلوم من الدين بالضرورة .
ولهذا الفسل الكثير من الآراء التي تدعوا إلى
انتشار الفواحش باسم الحرية فهو يطالب بأن تكون الدولة المدنية لا دين لها !!
وعلى نفس منهج حمزاوي المدعو بلال فضل الذى احتفل بمرور مائة عام
على وفاة ملحد مصري انتحر عام 1911 وقال عنه أنه قامة كبيرة وفى نهاية حديثه
عن هذا الملحد يطالب بحرية الإلحاد في مصر !!!
لن يستقيم للدولة ظل والعود أعوج !