يتساءل الكثير من الحكماء هل طبيعة المكان تدخل في بناء شخصية الرجل بحيث
نجد الرجل في صعيد مصر ثائر وسريع الغضب وكثير الغيرة على زوجته وربما من كثرة
غيرته عليها يقتلها إذا شك في سلوكها مجرد شك أو إذا وضعت الزوجة نفسها في موقف
شبهة ولك أن تتخيل عزيزي القارئ موقف هذا الزوج حين يسمع مجرد كلمات في حق أخته أو
بنت من بناته فسوف تجد السيف يسبق العقل فيقتل أبنته أو أخته ثم يسارع بتسليم نفسه
للشرطة وهو فخور بفعلته.
ويعتبر هذا الفعل في صعيد مصر من الموروثات التي لم يستطيع علماء الإسلام أن
يؤثروا فيها تأثير ملموس فيعلمون الناس أن القانون يجب أن يأخذ حقهم ويجب تفعيله في
مثل هذه الحوادث ويعرفونهم بحرمة دم المسلم.
وعلى النقيض تجد بعض الذكور أقصد الرجال في الحضر هادئ الطباع وقليل الغيرة
على نسائه وبناته ويتوقع حسن النية في معظم الأصدقاء والجيران بل ربما يدعوا صديقه
الى توصيل الزوجة الى النادي لأنه ليس لديه الوقت لكى يوصلها. بل لن أكون مغاليا
إذا قلت أن بعض الأثرياء يحزن إذا احتفل بعيد ميلاد زوجته وحضر الحفل الأصدقاء
والأصحاب والرفاق وقدموا للزوجة بعض الهدايا ولم يقبلونها. والعجيب أن الزوج ربما
يطلب من زوجته وأبنته الرقص على أنغام المذياع لإشباع رغبات السادة الضيوف ،وأحيانا
يخرج الزوج من الغرفة ليترك للسيد المدير الفرصة للحديث مع زوجته ويطالب زوجته باغتنام
الفرصة لكى تطلب من السيد المدير ترقية زوجها فهو كفؤ ولكن لم يأخذ لليوم ما يستحق.
هكذا تجد الفرق بين الغيرة القاتلة في الرجل الصعيدي ، والرجل الديوث في بعض
مدن الحضر وهنا نقول الأثنين خطأ وللحديث بقية إن شاء الله عز وجل .
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم