يسئ بعض من أسر الشهداء الى منزلة ومكانة أبنائهم الشهداء حيث تجد الكثير
من هؤلاء الأسر يتجولون في محافظات مصر من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها بحثا
عن المال فتجد بعض هؤلاء الأسر يتجول بين
الجمعيات التي تكرم أسر الشهداء فتشاهدهم في كل مكان في أسوان يبكون شهدائهم وتمتلئ
عيونهم بالدموع وتتعالى صيحات بكائهم وبمجرد أن يستلمون شهادات الاستثمار وبعض
النقود العينية تتغير ألوان مقلهم وترتسم البسمة على وجوههم ثم تجدهم في مرسى
مطروح يبكون ويصيحون ويتشدقون بالكلمات التي تدمى القلوب وتكاد تذرف عيونهم دما
وبمجرد أن يتم تكريمهم ببعض شهادات الاستثمار وبعض الهدايا تنفرج أساريرهم وتجد
البشاشة علت وجوههم فتشعر حين ذلك بالخزي لما آلت اليه أحوال الناس المادية ولما
وصل اليه بعض أهالي الشهداء من
الاستهانة بدماء أبنائهم والسعي للمكاسب المادية الرخيصة واللهث وراء المحطات
الفضائية للظهور ولكى تكرمهم هذه المحطات وتكسب من ورائهم بعض التعاطف وزيادة
المشاهدة ،ثم تجدهم أمام مبنى التليفزيون بماسبيروا يتظاهرون مطالبين بمعاش شهري
وبتعيين أبنائهم في الحكومة وعلاجهم على نفقة الدولة.
ألهذا الحد هانت أرواح هؤلاء الشهداء
على أهاليهم؟
لقد شهدت الكثير من أسر شهداء حرب
أكتوبر المجيدة وهم يرفضون استلام المبالغ التي تم صرفها لهم ويكتفون باستلام
أنواط التفوق العسكري من الدرجة الأولى والثانية والأوسمة العسكرية كنجمة سيناء وكانت
فرحتهم أن أبنائهم شهداء عند ربهم أحياء يرزقون وكانت أسرهم يعيشون على ذكراهم ويطمعون
في أن يلحقوا بهم في جنة الخلد.
إنني بهذه المقالة لا أقصد الإساءة
الى أسر الشهداء ولكن لهؤلاء الشهداء الحق في الحفاظ على مكانتهم وتضحياتهم فلا
يسعى إنسان كائن من كان لكى يأخذ ثمن لشهادتهم أو يبيع ويشترى بدمائهم.
إن نقطة من دماء الشهداء لا يعادلها
ملئ الأرض ذهبا ،فلنحافظ على مكانة شهدائنا ، ولنكرم أسرهم ولا نتركهم في مهب
الريح يستغلهم بعض الغوغاء.
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم