يجب على جميع التيارات الإسلامية أن تتعلم
مما فعل جمال عبد الناصر بعد نجاح ثورة يوليو في التيار الإسلامي والإخوان
المسلمين فبعد أن علم جمال أنه إن طبق الشريعة الإسلامية ليرضى عنه الإخوان
المسلمين فلن يرضى عنه الغرب والشرق ففضل أن يضحى بالتيار الإسلامي والإخوان فكانت
المحاكم العسكرية مجهزة لتطيح برؤوسهم كما يجز المنجل الحشائش من فوق الأرض فلم تقم
لهم قائمة على مدار أربعين عام.
وعلى نفس المنوال فعل الرئيس الراحل محمد
أنور السادات عندما انقلب على التيار الإسلامي وقام بالقبض على الكثير من
الإسلاميين وعلى رأسهم الشيخ المحلاوي وقال قولته الشهيرة حين ذاك (( أنا رميه في السجن
زى الكلب )) وهنا قامت الدنيا ولم تقعد سوى باغتيال السيد الرئيس في أكتوبر 1981 .
ونفس الشيء فعله الرئيس المخلوع مبارك بل اتخذه
منهج لمواجهة التيارات الإسلامية وكلف وزراء الداخلية من عهد الوزير النبوي
إسماعيل ثم الوزير حسن أبو باشا حتى أخر الجبابرة الوزير حبيب العادلي فكل هؤلاء اعتمدوا
في مواجهاتهم مع الإسلاميين على التصفية الجسدية وسياسة تلفيق التهم والقضايا للقضاء
على المدَ الإسلامي وتحجيم الدور الديني في المجتمع والقذف بالإسلاميين خلف
القضبان !!
فهل تعلم الإسلاميين الدرس وسوف يجاهدوا حتى يرسخوا
قدمهم داخل البرلمان ويثبتوا للعالم أن الإسلام دين ودولة .
وهل
سيسعى الإخوان للتوحد مع التيارات الإسلامية للسيطرة على البرلمان القادم أو على
الأقل يكون لهم الأغلبية وإلا .... سيعلق العلمانيين والليبراليين والماسونيين
وأعوانهم رؤوس قيادات هذه الجماعات على باب زويلة ولن يراعوا فيهم إلا ولا ذمة .
إن الهجمة الشرسة التي يتعرض لها التيار السلفي
والتيار الإخوانى والجماعة الإسلامية لينذر بحرب ضروس سوف تشهدها انتخابات مجلسي
الشعب والشورى القادمتين وعلى الإسلاميين إن أرادوا أن يكسبوا هذه الانتخابات أن يحركوا الفئة الصامتة
ويخرجها عن صمتها ويبصروها بعداء العلمانيين والليبراليين وأعوانهم للإسلام .
ثم عليهم أن يرشحوا عن التيار الإسلامي قائمة
واحدة بالتوافق بينهم حتى لا تتفرق أصواتهم بين المرشحين ، ويضمنوا بعون الله عز
وجل أن تصبَ جميع أصوات المؤيدين للتيارات الإسلامية في مكانها الصحيح فلا يستفيد
أعداء الإسلام من تفتيت الأصوات .
إذا هي ليست انتخابات فقط بالنسبة للتيارات
الدينية بل دفاع شرعي عن تواجدهم على الساحة
السياسية في العلانية .