05‏/06‏/2012

الحرية علي بعد أمتار فهل ينبلج النهار


من غرائب الأمور أن نطالع عقبّ حكم القضاء الذي حكم علي الرئيس المخلوع بطهارة اليدّ في قضة الرشوة التي يشترك معه فيها أبناءه جمال وعلاء وقدّ برّأت المحكمة ساحتهم ولكن ليس لطهارة أيديهم ولكن لانقضاء وسقوط التهمة بالتقادمّ، ومن كان الراشي؟ إنه حسين سالم ذلك الرجل الذي كان الحليف الأكبر لمبارك في معظم عمليات الفساد الكبرى ومنها تصدير الغاز للكيان الصهيوني بثمن بخس!! وما كانت الرشوة كانت ثلاث فيلات بكافة معلقاتها ومنذ أن صدّر الحكم خرج جموع المواطنين في معظم المحافظات احتجاجا علي هذا الحكم المسيّس والأعجب من هذا الحكم هو الحكم علي الـ6 مساعدي وزير الداخلية بالبراءة من كافة التهم الموجهة إليهم في عريضة الدعوى ومنها تهمة قتل آلاف المتظاهرين وإصابة الاف المتظاهرين بإصابات سببت لهم عاهات مستديمة والإهمال الجسيم حيث أنهم تركوا أماكن خدمتهم وقصروا في أداء واجبهم بالانسحاب من الشوارع والميادين وتركوا المواطنين فريسة للبلطجية والهاربين من السجون؛

والغريب والعجيب أيضا أن النيابة لم توجه إلي هؤلاء تهمّ بالفساد واستغلال النفوذ مما جعل الشارع يفور من الغيظ ويتساءل الناس إذا كان هؤلاء أبرياء من تهمّ الفساد واستغلال النفوذ فمن إذا يكون أفسدّ البلاد والعبادّ؛

وهكذا سارع الناس للنزول للميادين طالبين القصاص لدماء الشهداء ولكن للأسف لأن مصر بلد العجائب استغل بعض المرشحين الذين لم يوفقوا في الانتخابات ومنهم حمدين صباحي والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والسيد خالد علي استغل هؤلاء السادة ثورة الشباب في ميدان التحرير ونزلوا إلي الميدان ليس لتعضيدّ هؤلاء الشباب في مطالبهم ولكن لتحويل دفة المطالب لتشكيل مجلس رئاسي من هؤلاء الثلاثة ومعهم الدكتور محمد مرسي ضاربين بالانتخابات وبالديموقراطية عرض الحائط طالما أنها لم تخدم أهدافهم ؛

الأعجب من ذلك أن نجدّ بعض السادة النكرة يتقدمون الفضائيات والقنوات المحلية مطالبين بأن يكون الدكتور محمد البرادعي ضمن الفريق الذي سيوكل إليه رئاسة مصر!! هكذا الحال في مصر من لا يملك يعطي من لا يستحق!!

إنني أطالب الجميع بالبقاء في الميادين لنصرة أهالي الشهداء والمطالبة بالقصاص العادل من القتلة ولكن دون الاحتكاك بالأمن أو تعطيل مصالح الجماهير أو الاعتداء علي المال الخاص أو العام أو الحكومي ؛

ومن جهة أخري أطالب الجميع بالقبول بنتيجة الصناديق في انتخابات الرئاسة  التي لم يبقى عليها سوى بضعة أيام طالما أن الانتخابات نزيهة ولم تشوبها شائبة تغير من رأي الشعب؛ إننا علي بعدّ أمتار قليلة من الاستقرار فلنصبر حتي تنجلي هذه الغمة ويصبح لمصر رئيس مؤمن يتق الله عز وجل في شعبه ومقدرات بلاده ويعمل بجدّ وجهدّ علي بناء نهضة مصر ؛ عاشت مصر حرّة مستقلة وعاش راعي نهضة مصر محمد مرسي زخرا لشعبها وخادما له؛

((فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا)) صدق الله. 

0 أضف تعليق :

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes